النشيد والعَلم! خالد ولد الفاضل

نُريد أن نشربَ النشيد،نريدُ أن نأكلَ العلمْ
على أنغام الصحون الخاوية،سنغني معاً
لَقَدْ مَلِلنا من الأمل،لقد كَبِرنا على الأملْ
ستون عاما ونحنُ مرضى بالأمل...
في وطن صار يذوب في قلوبنا كقطعة صغيرة من السكر
في وطن لا شيء فيه ينمو،سوى النِفاق والأمل!
عودوا إلى الخيّام والحقول،عودوا إلى جِمالكم وحميركم..
عودوا من حيث أتيتم،عودوا إلى الصحراء وضِفّة النهر
إهدموا تماثيل الإسمنت في العاصمة،وقدموا اعتذاراً للبحر وللأمم المتحدة!
نُريد أن نشربَ النشيد،نريدُ أن نأكل العلمْ
قيدوا كل من يدعي حُبَّ الوطن في قناة الموريتانية
قيدوا رؤساء الأحزاب،قيدوا الشعراء والكُتاب ورجال الأعمال،قيدوا النواب والعُمد
قيدوا الفقهاء وشيوخ القبائل و"الحجّابة" ومحصلي الضرائب
قيدوهم جميعاً،واذهبوا بهم إلى سجن دار النعيم في الحياة الدنيا
نُريد أن نشربَ النشيد،نُريد أن نأكل العلم
جميع حقوق النسخ واللصق ليست محفوظة طبعا،فنحن لا نملك شيئا هنا سوى لوحة المفاتيح والأمل.
كُتبت هذه المقطوعة على أنغام Leo Rojas super mix في حضرة خبز شاحب طلي من الداخل بزبدة فرنسية وذلك أمام ثلاثة يافعين وجوههم تشبه خريطة الوطن،حتى رغباتنا صارت مستوردة،قد يقول قائل ما هذه الموسيقى التي تستمع لها،ولديك في مقام لكحال من الشجن ما يكفي لتغذي به كلماتك الداكنة؟
نعم،لكنني غريب الأطوار مثل الوطن،فمنذ ولادتي وأنا على حافة الجنون،إنني أشبه نهراً ضلَّ مجراه،فصار يتدفق في المناطق المنخفضة من الحياة،لكي يستمر في الجريان وحسب
أنا مستخلف في الأرض،كُل الأرض،وعلي أن أمشي في مناكبها هكذا أمرني الله
المهم في النهاية،أن نأتي إلى الله بقلب سليم.

من صفحة الأستاذ خالد ولد الفاضل على الفيسبوك