ترتسم اللحظات لتعاد في مشهد مغاير للذي عايشناه تارة تكون حزنا لكنها تعود سرورا في أحايين أخرى، قال تعالى: (إن مع العسر يسرا) صدق الله العظيم.
قبل 14 سنة استدعوه من أحضان أمه وأسرته لم يراوغ وإنما توجه إليهم فعقله المنفتح ومستواه المعرفي يبعثان في داخله أملا كبيرا في أن الوطن يبادله نفس الشعور ولا يمكن للحبيب أن يفرط في حبيبه.. سارت الساعات وبعدها الأيام وبدأ الأمل يتحطم شيئا فشيئا إلى أن وصلت ساعة الصفر، مدير الأمن السياسي في النظام الذي وقف رأسه قبل ذلك بفترة قليلة ليتعلم منه كيفية فتح جهاز الكبيوتر الذي استوردته رئاسة الجمهورية..،يحمله في سيارته ليسلمه إلى بلد خارجي!
هكذا فرطو فيه بكل سهولة باعوه بثمن بخس.. يريدون الخلود في الحكم، فهل يتعظ غيرهم.. غادر هو إلى حيث أيادي الغدر والبغضاء والكراهية في الأردن عذبوه وفي اغوانتنامو سجنوه..، لكن من باعه غادر القصر مرغما على ذلك، أو على الأصح غادره طواعية لكنه منع من الرجوع إليه، ولم يشفع له تسليم محمدو ذلك البريء الذي جلست أمه تذرف الدموع فترة طويلة في انتظاره قبل أن يصلها خبر تسليمه لدولة خارجية، كانو يأخذون ثيابه وطعامه كتمويه على جريمتهم النكراء التي ارتكبوها في حق تلك السيدة التي أسلمت الروح لباريها قبل أن تتمكن من رؤية فلذة كبدها الذي أخذته أيادي الدكتاتورية الباحثة عن الخلود في الحكم...
وفي مشهد مغاير وبعد 14 سنة تعود سيارة مدير الأمن السياسي لتسير عكس مسيرها الأول حاملة الرجل إلى المكان الذي تم استدعاؤه منه..، هي المشاهد هكذا تتغير وتتبدل تحمل الأمل بعد الألم.
محمدو في بوحديد غادرها قبل ذلك وعاد إليها ، لكنه في هذه اختلفت طريقة مغادرته للحي كاختلاف العودة إليه فسيدة المنزل وتاج الرأس، أمه الحنون لم يجدها في استقباله، هو فرح ناقص وحلم تحطم، كان بوده أن تحتضنه لحظة وصوله إلى ذلك المكان المحبب على قلبه..
تهانينا لك ولأسرة الكريمة..
تغمد الله والدتك بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.
ابتسم يا محمدو فالحياة ابتسامة...
--------------
من صفحة الأستاذ احمد سالم سيدي عبد الله على الفيس بوك