أزمة الدولة مع مثقفي القبيلة و فقهائها | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

أزمة الدولة مع مثقفي القبيلة و فقهائها

ثلاثاء, 11/01/2016 - 21:12

نكتشف في كل مرة تحدث فيها سجالات و اختلافات في الرأي بشأن مسألة عامة ، أن أغلب مثقفي موريتانيا إن لم يكونوا كلهم، مثقفي قبائل و جهات لا يؤمنون من الحداثة إلا بأزيائها و هواتفها و سياراتها الفارهة..
كل مثقف ينتصر لقبيلته و جهته ، و على عواطفه القبلية و الجهوية يبني مواقفه و يختار خندقه، ينظر للدولة على طريقة أفلاطون و ابن رشد و ابن طفيل ، و ينتمي للقبيلة بأساطيرها و ملاحمها التخيلية و عصبيتها و تعاليها الجاهلي المقيت، و ينسى كل ما سطره و قاله عندما يواجه امتحانا تقف فيه القبيلة ضد القيم و المثل التي يدعو إليها بالغدو والآصال.
للأسف الشديد ، لا يختلف حال أغلب مثقفينا اليوم عن حال بعض فقهائنا بالأمس، الذين كانوا يؤلفون في العقائد و الفقه و الأصول، و ينحازون لقبائلهم في الممارسات الإسترقاقية و العادات التمييزية و الحروب المشبوهة التي بسط المرحوم محمد ولد الطلبة تفاهة أسبابها في قصيدته العظيمة " مصيبة دين الله " . 
لا تزال العصبية القبلية و الشرائحية و العرقية أقوى تأثيرا على علمائنا و مثقفينا من ما حصلوه من علوم و أكتسبوه من معارف، لذلك لا يزالون - كما كان أجدادهم - يدورون مع عصبياتهم القبلية و الجهوية حيث دارت ، و لا يؤثرون إيجابيا في مجتمعاتهم و لا يستطيعون الوقوف مع الحق ضد القبيلة .
سلطة العصبية القبلية و الجهوية أقوى تأثيرا على أغلب مثقفينا و علمائنا من سلطة مثل الدين و قيم الحداثة و الدولة الجامعة، و هو أمر خطير على مستقبل مشروع بناء الدولة و مجتمع ، الذي بدونه سنعود لعصور الظلام و الحروب القبلية و العرقية المدمرة.

-----------------

من صفحة الأستاذ باب ولد سيداتي على الفيس بوك