عندما يحل الفارس المغوار في ساحة غير الخبراء، غير الملمين بالمنازلة، يحسم النزال قبل بدئه، بحكم طبيعة الأطراف المشاركة فيه، وتلك ربما قصة المنافسة الانتخابية المشروعة، على مستوى نقابة الصحفيين الموريتانيين، عندما ينعقد مؤتمرها المرتقب أيام 19،20 دجمبر 2016.
أعلن محمد سالم ولد الداه الصحفي الشهير ترشحه للمسؤولية المذكورة، فأيقنت أن الصراع الانتخابي المشروع، حسم سلفا تقريبا.
اختار أن يرتفع إلى مستوى الشأن العام، فانشغل بمركز بحثي نخبوي، يعالج كبريات المواضيع في سياق الإعلام والتنمية، في العالم العربي الإفريقي عموما، سماه "المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية، أول مركز للدراسات تأسس ورخص رسميا عام 2001".
ومن الجدير بالذكر أن الصحفي المترشح لرئاسة نقابة الصحفيين الموريتانيين، محمد سالم ولد الداه، ما زال محتفظا بنشاطه الإعلامي المباشر، عبر موقعه الإلكتروني المعروف، الوحدوي، وكتاباته المستمرة وإسهاماته الإعلامية المتنوعة، عند كل منعطف جاد ومناسبة وطنية جامعة، من خلال المنابر الإعلامية المتاحة، الالكترونية والورقية والسمعية والبصرية، والمحلية والدولية.
كتبت في وقت سابق، ضمن تعليق على إعلان ترشحه على صفحته بالفيسبوك، أني عرفته سنة 1999 في مقر جريدته الأسبوعية وقتها، الوحدوي، قبالة عمارة الصحراوي حاليا.
لا يعن عن النشر المسؤول مهما كان التحدي، ويلتزم بالوعد بحرفية.
فعندما يؤكد لك سأنشر، ينشر دون تأخير، رفقته أنذاك على مستوى الجريدة سنة 1999، الزميل محمد عالي ولد عبادي، الرئيس الحالي لاتحاد المواقع الالكترونية، والذي لا يقل عنه خلقا والتزاما ومهنية رفيعة لافتة.
وقد حظيت هذه الأيام نقابة الصحفيين الموريتانيين، بفرصة نادرة لإعادة الهيكلة والبناء، على أسس جديدة ونوعية بإذن الله، فلا تترددوا معشر الزملاء الإعلاميين النابهين، من الصفين المستقل والرسمي، للانضمام للركب، لمساندة بصدق وتجرد وعفة زميلنا، محمد سالم ولد الداه، لمؤازرته في تحقيق ما وعد به، من برنامج نقابي متنوع مقنع، وعلينا بالظواهر والله يتولى السرائر، وهو ولي التوفيق.
اللهم أصلح الصف الصحفي، ما أكثر صراعاته وتنوعه، حتى لا أقول خلافاته العقيمة أحيانا.
وتلك ربما طبيعة الحياة.
قال ربنا جل شأنه: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.
اللهم أعن مرشحنا لتقريب الفجوة ولم الشمل، فتلك أولى المقاصد والأهداف النبيلة، والأكثر أولوية وإلحاحا وجدوائية ونفعا بإذن الله.
فما دام الخلاف والتدابر على هذا المستوى الراهن، للأسف البالغ، وأحيانا في حيز تنافسي حاد سلبي بصراحة، فربما لن يحقق ولن يتحقق أي برنامج واعد، مهما كان حسن النية والصدق وقوة الشكيمة والإصرار والعزيمة على التغيير المنشود المفقود.
ثم لتكون هذه موضوعيا "نقابة الصحفيين الموريتانيين" من أكثر النقابات استقطابا وإيواءا لنا معشر الصحفيين، عسى أن يقلل ذلك من شخصنة وأنانية بعض التجارب النقابية، ضمن خطوة ولو تدريجية مدروسة، للتقليل من التشرذم وتفتيت الجهد، ولا أمانع في استمرار وظهور بعض النقابات الجادة، تفاديا للمصادرة والإقصاء، الكريه المقرف أصلا وفصلا.
إلا أن العمل النقابي وبوجه خاص الصحفي منه، يقتضي في الوقت الراهن تنازلات مؤلمة أحيانا، في تصور البعض، قصد الوصول إلى مجموعة ضغط فاعلة تدفع الجهات للاستجابة لمطالبنا.
فقطاع الإعلام لا يقل أهمية عن الصيد والزراعة وغيرهما من مجالات التنمية الحيوية، التي حظيت بمليارات الأوقية فى سياق التمويل المحلي والأجنبي الدولي بشكل خاص.
وعبر بوابة الدولة، فإن الجهات المانحة الدولية مستعدة من أجل مصلحتها وتأمين الاستثمارات، لدفع كل ما يطلب منها ماليا، لتأسيس صحافة موريتانية جادة، لتمثل أحيانا سلطة فوق جميع السلط وعنصر توازن وتأمين لمصالح الجميع، بمن فيهم المستثمرين المحليين والدوليين، وهذا المعنى بوجه خاص، قد يدفع الحكومة الحالية أو المرتقبة، لطرح يوما ما مشروع تمويل صندوق معتبر لدعم وتكوين الصحافة المستقلة "ندعو لدمج الصحافة الرسمية في هذا المجال عبر إبعاد الطابع الرسمي الآسر "، عسى أن نتمكن عبر تجمعنا وتقاربنا وتمويلنا وتكويننا من تجاوز بعض أهم العقبات والمشوهات المتفشية في حقلنا المهلهل الفاشل حاليا تقريبا، والمحاصر بقوة من طرف الحكومة الراهنة تحت رئاسة محمد ولد عبد العزيز وبأمر من الوزير الأول عبر قرار المفتشية العامة للدولة، والذي منع منذ مطلع هذا العام كل اشتراك أو دعاية أو تكوين على حساب الدولة الموريتانية لصالح الصحافة المستقلة.
وبالنسبة لقضية وملف ما يعرف عندنا محليا ب "البشمركة"، لا بأس بمعالجته برفق وتدرج وحكمة.
اللهم استر وأصلح وأهدنا جميعا لأن يكون هذا العمل المنشود المتوجهين صوبه، قصده إصلاح أحوال الناس، داخل القطاع الإعلامي عموما وخارجه، مخلصين بذلك لوجه الله الكريم، وما من صواب فمن الله وما من خطأ فمني، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه.