ثورة

عايشت بوعي شبه كامل كامل فترة الرئيس العقيد ولد الطائع، شهدت صعود وتألق مناضلين ضد حكمه و استبداده، و شهدت تردي بعضهم إلى حضيض التطبيل و النفاق الرخيص أثناء الفترة الحالية و حكم الرئيس الجنرال ولد عبد العزيز.
شهدت مآزق عديدة تعرضت لها أي وحدة نضالية ممكنة بين مقومات هذا الشعب ضد الظلم و الاستبداد.
شهدت صعود رجال أعمال إلى قمة الثراء هنا، وافتقار آخرين بسرعة عجيبة وبمؤامرات محبوكة....
الآن أستطيع أن أزعم أنني واع لما يجري وجرى في هذه البلاد ( على الأقل بلغت سن الوعي التقليدية أي أربعين عاما)...، و أتساءل الآن: لم لا يكون كل ما تعلمناه عن فلسفة الثورة خاطئا؟.....لم نصر على أن الثورة تكرر نفسها بنفس الأساليب و بنفس التراكم السياسي و التاريخي؟....،لم لا نفترض و نحاول أن نجرب أن الثورة تختلف في ماهيتها و تفاصيلها من بلد إلى آخر؟..فمثلا لو نجحت ثورة سياسية في بلد، فقد تنجح في آخر ثورة تستهدف الأنماط الثقافية أولا؟......،أعتقد بعد كل ذلك أن علينا هنا في موريتانيا في ظل كل هذا التشظي السياسي والفئوي الذي نعيشه أن نفكر في إحداث ثورة ثقافية عن طريق أنماط الثقافة الجماهيرية، إنها أبلغ و أسرع في إنتاج مجتمع موحد و منصهر خلف أزمات مشتركة.

----------------

من صفحة الأستاذ لحبيب الشيخ محمد على الفيس بوك