في المجتمع الموريتاني الذي تتداخل وتتشعب رؤى أعراقه المختلفة إزاء ظاهرة أضحت بارزة حتى استفحلت وأتسع خرقها على الراقع فليست ظاهرة الزواج من ابن العم والتمسك والتشبث بابن العم وليدة اللحظة ولا حتى الصدفة فلايزال بين ظهراني المجتمع الموريتاني من يمقت ذلك الزواج التقليدي رغم نجاعته عند بعض الأسر التي ترى بأن لاسبيل للسعادة الأبدية للفتاة التي لاتعرى اي إهتمام من قبل والديها إذ لم تكن تشرك في يومها ذاك في قرار يرسم ملامح حياتها مع إبن عمها الذي قد يكبرها بأعوام مديدة لكن كل ذلك لايهم مادام الأب راض إذ أن سطوته تعلو على عائلته برمتها ولايعلى عليها فهو من يبصر في لحظة غفلة... وفي أيامنا هذه تتزاحم أفكار فتياة الجيل اللائي فضلن التمرد على الركون لخيار إبن العم وقد يرجع كره الزواج من إبن العم من قبل بعض الفتيات في بعض أحيان إلى عدة أسباب من ضمنها الفارق العمري والتعليمي إذ أن بعض الأسر من تبعث بأبنائها إلى سوق العمل في سن مبكرة بدل منصات التعليم ولايكون له حظ وفير إلا قدر مايذهب به شبح الأمية ويرجع إلى وطنه بعد أن غادره لسنوات حاملا من المال قدر مايحمل من الجهل والتخلف الذي لايعي كنهه إلا هو ، ويسير حينها على خطى اسلافه يتزوج من إبنة العم التي كانت تنتظره فهو إن فضل أن يتزوج من غيرها فلن يستطيع فسيجابه من قبل عائلته بوابل من الإمتعاض والتندر وفي كلتا الحالتين الضحية هي الفتاة ناهيك عن أحاديث تلاك في الخفاء فحواها أن إبن العم هو السند والظهر ومايتكل عليه يوم تحوم فاجعة في يوم عصيب ... ولايخفى على ذوي الألباب أن ظاهرة أو عادة الزواج من إبن العم رغم تقلصها في بعض الأسر يظهر بين الفينة والأخرى طفوها على السطح بقوة في أسر لاتزال ترى بأن الزواج الأمثل هو في إقتناص إبن العم من خلال طرق تتفنن النساء في إستخدامها