تقتضي طبيعة المجتمعات أن تكثر الحاجات والمتطلبات وأن تتعد الأمور الملحة مما قد يجعل من المهم ومن الضروري تعاون الأفراد داخل المجتمع بمختلف شرائحه وطبقاته وشراكتهم للتغلب على ما يعترض من أمور وما يطفو على السطح من أزمات وقضايا ومعالجتها بشكل جماعي منسق ومنظم صحيح أن هناك جهات معينة قد تكون هي المسؤولة الأولى عن ذلك لكن تشعب الأمور وتشتت مناحي الحياة وتنوعها قد يجعل من الملح تكاتف الجهود وتعاون الأفراد لأجل الوصول إلى الحالية المرضية والمساهمة بجهد مهما كان في سبيل التطوير والبناء الحضاري وحل ما يمكن حله من أزمات ومشاكل إن فكرة العمل التطوعي فكرة حضارية تمارسها مختلف الشعوب المتحضرة وتتصدر أوليات الأنشطة المختلفة وتدل على مستوى معين من النضج والوطنية وتساهم في تكاتف الأفراد داخل المجتمع وتجاوز كثير من العقليات الفردية التي تغلب المصالح الفردية والشخصية على المصالح العامة والوطنية الكبرى ..
وقد حث عليها ديننا الحنيف ورغب في التطوع في عمل الخير والتعاون على البر والتقوى ومنه التعاون على الصالح العام إرشادا وتوجيها وعملا وسلوكا ووعد بالأجر الجزيل . فليس هناك أعظم من مساعدة الناس والسعي في مصالح الجميع والمبادرة لتمثل القيم الفاضلة التي تعلي من شأن العمل التطوعي وفي هذا السياق تأتي أهمية العمل التطوعي وتشجيع الجميع على ممارسته والانخراط فيه بالشكل المناسب لكل شخص وكل جماعة، والمتأمل للساحة المحلية يلحظ أن هناك إقبالا ملحوظا محمودا من لدن الشباب على هذا العمل الوطني الجماعي الذي يحصد كل أفراد المجتمع نتائجه ويحس فيه المواطن بكيانه متطوعا يخدم البلد وصاحب حاجة أو ضعيف يجد من يسدي له العون والنصح والإرشاد بالفعل برزت للعلن جميات وهيئات تعنى بالنفع العام وتتسابق في الخير ويتطوع أفرادها دون توقع أية مكاسب مادية لخدمة المجتمع وبذل كل الجهود من أجل النهوض بالمواطن والوطن سبيلا لنبذ المسلكيات السلبية وتشجيعا وتثمينا لما من شأنه زرع المواطنة وغرسها في النفوس .
فسعت لمساعدة المحتاجين ووفرت لهم ما أمكن مما يساعدهم على إصلاح شأنهم وتحسين أوضاعهم كما ساهمت بعض الجمعيات في إنارة الرأي بالفكرة والتوجيه والإرشاد لمحاربة بعض الأمراض الاجتماعية والسلوكيات الضارة والتوعية الجموعية تجاه الأمور المختلفة والتحذير من العقليات والعادات التي لا تتماشى ومفهوم الدولة الحديثة . فغيرت بذلك نظرة المواطن لكثير من القضايا لصالح الوطن