من الأرشيف- 28 نوفمبر: يحفظ التاريخ لللشخصية الوطنية البارزة سيد المختار ولد يحي انجاي رحمه الله أنه أول رئيس للبرلمان الموريتاني وأول شخصية منتخبة بارزة تستقيل احتجاجا على مبادرة أعوان المستعمر وأصدقاؤه وورثته تغيير الدستور الموريتانى،
حيث ضحى بوظيفته كرئيس للجمعية الوطنية سنة 1961، معللا تلك الاستقالة، بأنه لا يريد المشاركة في هذا الفعل الذي سيؤدي إلى وأد التجربة الديمقراطية الناشئة والتأسيس لتقليد الاستفراد بالسلطة ولد يحي انجاي رغم انه كان الشخصية الأولى التى تحظى بالإجماع الوطنى يعيش عزلة سياسية في بلده لم يسبق لها مثيل فلم يحظى غيره بالحضور السياسى والإعلامى الذي منح آخرين أقل شأنا منها مالم يحصلوا عليه في أعمارهم..
انضم سيدي المختار ولد يحيى انجاي إلى الاتحاد التقدمي الموريتاني (UPM) المتأسس سنة 1947، والذي جمع في عضويته غالبية الزعماء التقليديين وشيوخ القبائل ومسؤولي الإدارة الفرنسية، وقد أشرفت الإدارة الفرنسية على تأسيسه لمواجهة الزعيم أحمدو ولد حرمة ولد ببانه النائب البرلماني وممثل موريتانيا في الجمعية الوطنية الفرنسية الذي كان قد أنشأ حزبه حزب الوئام (Parti de l’Entente).
فاز سيدي المختار على خصمه السياسي ولد حرمه مرتين، وكان قد تم في 17 حزيران 1951في مؤتمر كيفه الشهير ترشيحه لمقعد نائب موريتانيا في الجمعية الوطنية الفرنسية حيث كان محط اتفاق جميع جهات موريتانيا التي كانت ممثلة في ذلك المؤتمر
وقد أعيد انتخاب مرة ثانية في يناير 1956.
تقلد يحي انجاي منصاب رفيعة قبل استقلال الدولة وبعدها من بينها:
مستشار موريتانيا في المجلس العمومي لغرب إفريقيا 1952 ـ 1957 رئيس الجمعية الإقليمية الموريتانية 1952 ــ 1958
رئيس الجمعية الوطنية 1958 ـ 1961
عمدة روصو 1963 ـ 1968
رئيس الغرفة التجارية 1968 ـ 1973
كان رحمه الله مثقفا كبيرا ووطنيا حكيما.
توفي ولد يحيى أنجاي رحمه الله سنة 1997 في السنغال ولم يلقى إلى حد اليوم التكريم الذي يستحق على أمته التى أفنى حياته في خدمتها.