نظمت جمعية الإحياء للثقافة والفنون (أنا لغتي) مساء أمس الأحد 18 دجمبر 2016م أمسية ثقافية بدار الشباب القديمة، تخليدا لذكرى اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، ومنذ الزوال تحركت جموع الطلبة والأساتذة ونخب الضاد باتجاه دار الشباب القديمة حتى غصت بهم جنبات قاعتها.
بدأت فعاليات الأمسية بآيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة رئيس الجمعية الأستاذ: ممو الخراش الذي قدم لوحة لواقع اللغة العربية مشددا أن الكفاح في سبيل الضاد لا ينتهي شأوه في هذه الربوع، إلى أن يتحقق مطلب التعريب الشامل، لأن به وحده يكون التمكين للغة العربية ناجزا. كما انتقد الرئيس تخاذل النخبة السياسية عن نصرة قضايا اللغة، وأشاد في المقابل بالقوى المدافعة عن عرين الضاد، ووجه نداء إلى الشعب الموريتاني يحثه فيه على مواصلة المقاومة الثقافية لحين استكمال عملية الاستقلال.
الحضور الذي غلب عليه الشباب تفاعل مع كلمة رئيس الجمعية التي صادفت هوى في نفوسه، ولامست رغبة صادقة في التحرر من العبودية الثقافية. ممو الخراش ختم كلمته بأبيات للشاعر العربي أمل دنقل: لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ لا تصالح لا تصالح. بعد الرئيس تناول الكلام الرئيس السابق للجمعية الأستاذ: التراد ولد زيد الذي أكد محورية اللغة العربية في الهوية الوطنية، فهي صمام أمان الوحدة الوطنية، رافضا بشدة كل الدعوات العنصرية الرامية إلى فصل العرب السمر عن هويتهم العربية الإسلامية، وهم الجزء الناصع المتوثب المعتز بعروبته وثقافته ولغته، تلت ذلك كلمة المرصد الموريتاني على لسان أمينه العام د. النعمه ولد أحمد زيدان، وكلمة أعضاء هيئة التدريس مع الأستاذ إبراهيم فال ولد محمد المهدي ولد بوسيف، وكلمة للجبهة الطلابية لمناهضة التطبيع وللدفاع عن القضايا العادلة، قدمها الأستاذ محمد محمود ولد اعمر الناجم، وكلمة للطلاب مع الطالب محمد ولد الكبير، وكلمة لتلاميذ الثانويات قدمها الطالب: محمد ولد خونه.
وتضمنت الأمسية تكريما للفنان العربي الكبير فريد حسن، حيث منحته الجمعية درع تقدير عرفانا منها بجهوده الوطنية والقومية الباذخة، وأتحف الفنان الجمهور بأغنيته الرائعة التي كانت من كلمات الشاعر الخالد فاضل أمين في التغني باللغة العربية التي تجلت له غانية سمراء: سمراء يا قبلة الإلهام مصدره – تيهي فسبحان من سواك عنصره يا من حوت من معين الحسن أعذبه – ومن خزاماه أنداه واعطره حضرت النشاط وجوه سياسية بارزة من بينها رئيس حزب الصواب د. عبد السلام ولد حرمه، ورئيس حزب حاتم الأستاذ: صالح ولد حننه، ورئيسة حزب الأمل تحي بنت الحبيب وبرلمانيون ووزراء وسفراء سابقون، وشخصيات فكرية وإعلامية كبيرة جاءت لنصرة الضاد في يومها، وكانت الأمسية بالنسبة لها نقطة ضوء كبيرة في أفق ثقافي أظلمه الاغتراب اللغوي الرسمي للدولة وتيه استلاب النخبة الثقافية وختمت الأمسية بمسرحية أبطالها شباب وشابات في غاية العبقرية والإبداع والقدرة على التعبير الفني والحي المكثف عن الواقع اللغوي في المؤسسات التعليمية، ونوع القيمة الرمزية والمادية التي تعطيها للمكونين باللغة الأجنبية على حساب لغة البلاد الدينية والثقافية والدستورية.