الأناضول: يعتزم معهد بحثي حكومي في تونس مقاضاة قناة “الجزيرة” القطرية، بتهمة “الكذب”، عقب عرض فيلم وثائقي يتهم المعهد استخدام أطفال كـ”فئران تجارب”.
وقال الهاشمي الوزير، مدير معهد “باستور”، المختص في الأبحاث الطبية، إن المعهد يعتزم مقاضاة “الجزيرة”، بعد بث فيلم وثائقي حول مرض “للشمبانيا”، واتهمها بـ”مغالطة الرأي العام” .
وتضمن فيلم “هل يصنع القتلة الدواء؟”، الذي بثته القناة قبل يومين تزامناً مع ذكرى اندلاع الثورة التونسية، اتهامات للمعهد بـ”استخدام أطفال قصر في محافظة سيدي بوزيد (جنوب) في أبحاث سريرية لمرض (اللشمانيا)”، في تونس العام 2001.
واتهم مدير المعهد “الجزيرة” بـ”نشر الأكاذيب”، قبل أن يستدرك: “صحيح أن الأبحاث جرت بالتعاون مع معامل أبحاث أمريكية، تتبع البنتاغون، لكن ذلك لا يعني ما ذهب إليه الفيلم بكون الأطفال استخدموا كفئران تجارب.”
وأشار إلى أن وجود مرض “اللشمانيا” في تونس، يعود الى ثمانينات القرن الماضي، ما دفع معهد “باستور” لإنجاز أبحاث تهدف إلى تطوير لقاح اللشمانيا، حسب قوله.
ونفى “الوزير” تقديم مقابل مادي للأطفال والكهول، الذين خضعوا للاختبارات، لافتاً إلى أن المبلغ المالي الذي أشار اليه الفيلم “لا يتجاوز 50 ديناراً (نحو 21 دولارأ) قدمت للمعنيين بالأمر كمصاريف لتنقلاتهم” .
ولم يحدد مدير المعهد موعداً لرفع الدعوى القضائية، كما لم يصدر أي موقف فوري من جانب قناة “الجزيرة”.
وأورد الفيلم، ما قال إنها، شهادات لأطفال وعائلاتهم تفيد بأنهم قد تلقوا مبلغ 50 ديناراً من المسؤولين بالمعهد مقابل إجراء الاختبارات الطبية بالتعاون مع البنتاغون ومركز إسرائيلي.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال تقرير صادر عن دائرة المحاسبات الحكومية إن المعهد “تولى إجراء تجارب سريرية من دون احترام الإطار القانوني المنظم للمجال”.
وأشار التقرير إلى أن التجارب قد تم إجراؤها “في غياب ما يفيد بتثبت وزارة الصحة من تركيبة الدواء، وإنجاز التحاليل المطلوبة في المجال، إضافة إلى استخدام قصر في التجارب” .
و”اللشمانيا” مرض طفيلي ينتشر بواسطة “ذباب الرمل” الذي يحمل العدوى، وهناك أنواع عديدة من المرض، أكثرها شيوعاً، التي تصيب الجلد وتؤدي إلى تقرحات.
ومعهد “باستور” الحكومي مختص بالقيام بالأبحاث الطبية وتطويرها، تأسس سنة 1893، ويخضع لإشراف وزارة الصحة التونسية.