"أيها الجمهور العزيز، أقولها لكم صراحة، لن أبيعكم الأوهام ولن أتعهد أمامكم إلا بما سأنجز، وباستطاعتي أن أنجز، لقد انتهى عهد الضحك على الشعب وبيعه الأوهام، لقد انتهى زمن البرامج الانتخابية الزائفة الكاذبة الخداعة، أيها الجمهور العزيز أكررها، ما يميز برنامجي الانتخابي عن غيره هو الصدق".
كانت تلك فقرة من خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمام أكبر حشد مؤيد له في صيف 20099 بساحة عرفات، لكن الكارثة أنه من ساحة عرفات تحديدا بدأ "بيع الوهم" وبدأت "البرامج الانتخابية الزائفة الكاذبة الخداعة" كما وصفها عزيز نفسه، فقد تعهد الرجل في نفس الخطاب بتحويل ساحة المهرجان إلى ساحة خضراء تحمل اسم "ساحة التغيير"، وهو ما لم يحصل إلى الآن، رغم مضي سبع سنوات على الخطاب!
في هذه السطور أرصد ـ ضمن جهود آخرين ـ نماذج من المشاريع التي أعلن عنها عزيز شخصيا أو أحد وزرائه، ولم تر النور بعد، أو التي بدأت لكنها توقفت فجأة ودون تبرير معلن، وهو ما يعكس احتقارا كبيرا للشعب، وعدم انسجام القول مع الفعل في خطاب النظام الحالي.
إليكم تساؤلات عن بعض المشاريع، وبإمكان كل قارئ أن يضيف مما يعرفه من تعهدات لم تنفذ مطلقا أو لم تكتمل رغم تجاوز فترتها المعلنة:
ـ أين الساحة الخضراء في عرفات أو "ساحة التغيير"، التي تعهد الرئيس بها هناك 2009 قائلا إن مكان مهرجان التحدي سيحوله إلى ساحة خضراء، وكان هذا التعهد أمام أكبر حشد بشري مؤيد لعزيز؟
ـ أين وصل وعد الرئيس محمد ولد عبد العزيز سكانَ مدينة كيهيدي بإنشاء مصنع للحوم، وآخر للجلود، وذلك سنة 2009؟
ـ أين مصنع الألبان الذي تعهد به الرئيس للحوض الغربي، ليس مشروع الحوض الشرقي، وذلك يوم 5 يوليو 2009؟
ـ يوم 28/12/2011 صادقت الجمعية الوطنية بالإجماع، علي مشروع قانون قدمته الحكومة يقضي بتوسيع نظام التأمين الصحي
وبموجب هذا القانون سيستفيد من التامين الصحي:
أصحاب الأجور التابعين للمجموعات المحلية ومؤسساتها العمومية واصحاب الاجور لدي المشاريع وغيرها من المنشآت الإدارية المستفيدة من الاستقلالية المالية،
الاشخاص الممارسين للمهن الحرة،
أصحاب الأجور وأصحاب معاشات القطاع الخاص والجمعيات الخاضعة للقانون الخاص وغيرها من منظمات المجتمع المدني،
الصحفيين المهنيين والمتعاونين مع الصحافة الذين يزودون بصفة منتظمة وكالة أو مؤسسة صحفية حرة أو يومية أو دورية بمقالات إعلامية أو بروبرتاجات أو رسوم أو صور شريطة أن يكون الاشخاص المعنيين حاصلين علي بطلقلت هوية مهنية للصحفيين،
الممارسين المستقلين، مع أو بدون مقر والذين يعملون لحسابهم الخاص في نشاط مدر للدخل مهما كانت طبيعته.
فأين هذا التأمين الدي صودق عليه منذ خمس سنوات؟
ـ أين الجسر الجوي الرابط بين كيهيدي وباريس، والذي تعهد به الرئيس خلال حملته 2009؟
ـ قال رئيس الجمهورية لوفد نقابة الأساتذة بتاريخ 2009/11/07 ان كل مواطن سيحصل على قطعة أرضية وإن الأولوية ستكون للموظفين. فهل حصل الموظفون على ذلك؟
ـ أين صندوق التكفل بأبناء شهداء الجيش والضمان الصحي للمسنين اللذين أعلن عنهما الرئيس خلال نوفمبر من العام الماضي؟
ـ أين الملعب الكبير الذي أعلن عنه النظام قبل سنوات؛ والذي يسع عشرات الاف المشجعين؟
ـ أين تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع عمال اسنيم؛ سواء الاتفاق مع عمال المسيرة برعاية ديوان المظالم؛ أو الاتفاق مع العمال المضربين في مقر الشركة؟
ـ أعلن النظام عن إجراءات لترسيم مئات الأساتذة والمعلمين العقدويين خلال العام الماضي؛ لكن أين ذلك الترسيم؟
ـ أعلن الرئيس عزيز في نوفمبر ٢٠١٠ بالزويرات عن مشروع حي سكني مجهز بأساسيات الحياة لصالح منطقة امهودات؛ فأين هذا الحي السكني؟ وأين تجهيزه؟
ـ يوم ٢١ نوفمبر ٢٠١٠ وفي لحظة حماس نادرة قال وزير الاسكان السابق اسماعيل ولد بدة ولد الشيخ سيديا ان وزارته بصدد تنفيذ مشاريع عمرانية من بينها مسجد يسع ١٥ الف شخص. فأين هذا المسجد الذي ذكره ولد النيني أيضا لكن بفارق ٥٠٠٠ الاف شخص لصالح ولد الشيخ سيديا؟ وما هي سعته الحقيقية أقصد الخيالية؟
ـ أين كلية العلوم البيطرية في كيفة؛ التي أعلن عنها النظام ٢٠١١؟
ـ أين وحدة صناعية لإنتاج السياج في مقطع لحجار تتراوح قدرتها الإنتاجية ما بين 40 إلى 50 مترا للدقيقة؛ نعم للدقيقة؛ أعلنت عنها الحكومة قبل خمس سنوات وأربعة أشهر؟
ـ أين مدبغة صناعية في كيهيدي أعلنت عنها الحكومة يناير ٢٠١١؟
ـ أين وحدة لإنتاج علف الحيوان في مدينة ألاك تبلغ قدرتها 15 طنا للساعة؛ نعم للساعة؛ أعلنت عنها الحكومة مطلع ٢٠١١؟
ـ أين مذبحة عصرية ذات قدرة على تحويل اللحوم ومشتقاتها في مدينة النعمة، تتراوح قدرتها الإنتاجية ما بين 40 إلى 50 طنا يوميا؛ أعلن الوزير الأول الاسبق مولاي ولد محمد الاقظف في يناير ٢٠١١؟
ـ أين مصنع السكر الممول بقيمة 430 مليون دولار ؛ والذي كان من المفترض أن يبدأ العام الماضي ويوفر ١٤ ألف فرصة عمل؟
ـ عيشوا الشعبَ ثلاث سنوات من المنة بمشروع الصرف الصحي إثر اتفاق بالمليارات مع شركة صينية؛ وطبلت وسائل الاعلام الرسمية لذلك؛ وبعد التأخر عن تاريخ انتهاء المشروع بفترة؛ تاريخ انتهاء التنفيذ وليس البدء؛ تم الاعلان عن إلغاء المشروع؛ لتغرق نواكشوط كل خريف!
ـ قال عزيز أيام انقلابه على سيدي إنه يملك اثباتات وأدلة من بينها خط يمين سيدي؛ تؤكد أن سيدي قدم رشاوى بالملايين من المال العام للنواب؛ ومع هذا لم يحاكم سيدي ولا النواب ولم يكشف عزيز المعلومات المزعومة هذه.
ـ من بين مبررات عزيز التي ساق لانقلابه على سيدي هو تعطيل سيدي لعمل النواب خاصة لجان كانت ستراقب عمل هيئة حرم الرئيس؛ كما قال عزيز في لقاء خاص مع كريشان؛ فأين هذه اللجان؟ وأين عملها هذا خاصة في ظل هيئة الرحمة؟ لا تنسوا أن عزيز قال إن هذه اللجان تنبع من حسن نية النواب وحرصهم على المصلحة العامة.
ـ أين محكمة العدل السامية التي اعتبر عزيز أن تعطيل سيدي لتشكلتها سبب مهم من بين أسباب الانقلاب؟ أين دورها؟ من يرأسها؟ هل تمت فيها مراعاة القانون؟
ـ أين توفير الصحة والتعليم والماء والكهرباء الخ في تجمع ترمسه حيث أعلن الرئيس المؤسس عن ذلك خلال العام ٢٠١٠ متعهدا بتنفيذه في فترة تمتد من ستة أشهر إلى ثمانية؟
ـ رباط البحر بتكلفة ٣ مليار دولار؛ دشنه الرئيس المؤسس قبل خمس سنوات. كما دشن النظام في نفس الآونة أطول برج في موريتانيا ويتكون من ١٦ طابقا وتنتهي اشغاله في ١٨ شهرا. فأين كل ذلك؟
ـ أين مشروع 53 محمية زراعية في الحوضين أعلن عنها النظام قبل خمس سنوات؛ بتكلفة حوالي 300 مليون أوقية؟
ـ أين مشروع إقامة مجمع صناعي عند الكلم 28 جنوب نواكشوط يصل تمويله إلى ملياري أوقية، ويوفر 2000 فرصة عمل، أعلن النظام عن انطلاقته في فبراير 2011؟
ـ "سيتم قريبا بناء مسجد معماري يتسع لعشرة الاف مصل؛ على نفقة الدولة" وزير الشؤون الاسلامية، بتاريخ 01/06/2010أي قبل 6 سنوات، فأين هذا المسجد؟
#حملة_مشاريع_وهمية .. من المسؤول عن خداع الشعب؟
#حملة_مشاريع_وهمية
#تذكير
** محمد الأمين سيدي مولود