غادر رئيس غامبيا المنتخب، أداما بارو، بلاده لأول مرة منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية، متوجها إلى مالي للقاء قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، إثر فشل وساطة المجموعة في إقناع الرئيس الغامبي المنتهية ولايته، يحي جامع، بالتخلي عن السلطة.
وكان رئيس نيجيريا محمد بخاري، ورئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف، ورئيس غانا السابق جون دراماني ماهاما، قد وصلوا مساء الجمعة إلى العاصمة الغامبية، بانجول، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى تسليم سلس للسلطة، إلا أن يحي جامع ظل مصرا على رفض الاعتراف بهزيمته.
وتنتهي ولاية يحي جامع رسميا يوم الخميس 19 يناير / كانون الثاني الجاري. وأعلن الاتحاد الافريقي أنه لن يعترف به رئيسا بعد ذلك التاريخ.
من جانبها، قالت مجموعة إيكواس، المكونة من 15 دولة من غرب افريقيا، إنها قد تدرس احتمال تدخل عسكري لإنهاء حكم يحي جامع.
إلا أن خليفة صلاح، المتحدث باسم الرئيس الغامبي المنتخب، قال إن مجموعة إيكواس ستواصل، رغم ذلك، جهود الوساطة لحل الأزمة سلميا.
وكان الرئيس الغامبي المنتخب، أداما بارو، قد التقى بدوره مساء الجمعة وسطاء مجموعة إيكواس في بانجول، قبل أن يسافر السبت لحضور القمة الفرنسية الافريقية في العاصمة المالية باماكو، والتي تطغى الأزمة الغامبية على جدول أعمالها.
ومن غير المقرر أن يحضر يحي جامع هذه القمة.
وتشهد غامبيا أزمة سياسية منذ فوز أداما بارو، وهو أحد أقطاب صناعة العقارات في بلاده، في الانتخابات الرئاسية التي جرت مطلع ديسمبر / كانون الأول الماضي.
واعترف الرئيس المنتهية ولايته، يحي جامع، في البداية بهزيمته، لكنه ما لبث أن دعا إلى إلغاء نتيجة الانتخابات، رافضا تسليم السلطة.
تقدم جامع يوم الخميس، عبر محاميه، بطلب إلى المحكمة العليا في البلاد لمنع بارو من أداء اليمين الدستورية يوم 19 يناير / كانون الثاني الجاري، مشيرا إلى أنه ينبغي عدم تنصيب بارو قبل النظر في طعن كان قد قدمه جامع في نتيجة الانتخابات.
إلا أن المحكمة العليا عاجزة عن النظر في القضية قبل شهر مايو / أيار المقبل بسبب عجز في عدد القضاة، وقال الرئيس جامع إنه لن يتخلى عن السلطة قبل ذلك.
وكان يحي جامع، البالغ من العمر 51 عاما، قد استولى على السلطة سنة 1994، ويتهم بانتهاكات لحقوق الانسان، إلا أنه حرص على تنظيم انتخابات منتظمة.
ويخشى أن تؤدي الأزمة السياسية في غامبيا إلى وقوع أعمال عنف وإلى موجة نزوح. فقد عبر آلاف الغامبيين، معظمهم نساء وأطفال، الحدود نحو السنغال المجاورة، ومنها إلى غينيا بيساو، حيث لا يحتاجون لتأشيرة دخول، حسب مسؤولين.
وفاز بارو في انتخابات ديسمبر / كانون الأول الماضي بـ 43.3 في المئة من الأصوات، بينما لم يحصل الرئيس جامع إلا على 39.6 في المئة. وحصل مرشح ثالث، هو ماما قانده، على 17.1 في المئة من أصوات الناخبين.
-المصدرBBC