أعلن رئيس غامبيا المنتهية مدة رئاسته حالة الطوارئ لمدة 90 يوما في البلاد وجاء قرار يحي جامي قبل انتهاء فترة رئاسته بيوم واحد. وأورد التلفزيون الرسمي الإعلان الذي قال فيه الرئيس "أعلن حالة الطوارئ في جميع أرجاء جمهورية غامبيا الإسلامية."
كما حذر جامع في خطابه المتلفز من "أي أعمال خارجة عن قانون غامبيا، أو اثارة للعنف أو أي أعمال تهدف للإضرار بالأمن العام والسلام."
وقال جامع إن قوات الأمن لديها تعليمات "بالمحافظة على السلام والقانون والنظام بشكل تام."
كما شجب جامع ما وصفه بالتدخل الخارجي في الانتخابات في غامبيا.
ويُعتقد بأن إعلان جامي لحالة الطوارئ إشارة إلى أنه يصر على رفض تسليم السلطة للرئيس المنتخب، أداما بارو الذي فاز على الرئيس جامع في انتخابات جرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويرفض جامع نتائج الانتخابات ويطالب بإعادتها رغم الضغوط الأفريقية والدولية عليه لتسليم السلطة.
وتأتي تلك الخطوة على الرغم من محاولات عدد من القادة الإقليميين اقناع جامع بتسليم السلطة إلى بارو.
ويقول قادة المعارضة إن حالة الطوارئ يمكن أن تسمح للرئيس بإلغاء تنصيب بارو.
وأعدت دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا "إيكواس" قوة عسكرية للتدخل في غامبيا لكنها قالت إن هذا سيكون الملجأ الأخير لحل الأزمة.
ويأتي الإعلان بعد إرسال نيجيريا لسفينة حربية لممارسة المزيد من الضغط على جامع. وتبحر السفينة الآن أمام سواحل غانا في طريقها إلى غامبيا.
ويقول مراسل الشؤون الأفريقية في بي بي سي تومي أولادوبا إن الهدف من إرسال السفينة هو ممارسة الضغط وليس القيام بعمل عسكري.
وقال الاتحاد الأفريقي إنه لا يعترف بسلطة جامع بعد انتهاء مدة ولايته.
وقال سبعة من الصحفيين الأجانب إنهم مُنعوا من دخول غامبيا.
وهؤلاء الصحفيون هم أربعة من التليفزيون الصيني واثنان من وكالة صور سويدية ومصور سنغالي لعمل لدى وكالة فرانس برس للأنباء، حسب وكالة فرانس برس.
وكان من المقرر تنصيب بارو، الذي يعمل مقاولا عقاريا، رئيسا للبلاد يوم الخميس.
وفاز بارو بنسبة 43.3 في المائة بينما حصل جامع على 39.6 في المائة بينما حصل مرشح ثالث هو ماما كندة على 17.1 في المائة.
وكان جامع قد قبل في بادئ الأمر نتائج الانتخابات الرئاسية، لكنه عاد وطالب بالغاء تلك النتائج بعد أقرت الهيئة الانتخابية بوقوع بعض الأخطاء، رغم اصرار الهيئة على أن تلك الأخطاء لم تؤثر على النتيجة النهائية للانتخابات.
ولن تتمكن السلطة القضائية من النظر في الأمر حتى شهر مايو/ أيار بسبب قلة القضاة، مما حدا بجامع إلى القول إنه لن يتنازل عن الحكم حتى ذلك الحين.
أما بارو الفائز في الانتخابات فهو موجود حاليا في السنغال، ولم يتمكن من حضور جنازة ابنه البالغ من العمر 8 سنوات بسبب المخاوف الأمنية.
واستقال وزراء المالية، والخارجية والتجارة والبيئة من حكومة غامبيا، بحسب ما أورده التليفزيون الرسمي.
وكان جامع قد استولي على السلطة عام 1994 في انقلاب عسكري، واكتسبت حكومته سمعة تدور حول تعذيب وقتل المعارضين لها.
ووجهت منظمات حقوق الإنسان الكثير من الاتهامات لجامع، لكنه أجرى انتخابات رئاسية بشكل منتظم.
ورحب النشطاء الديمقراطيون في أفريقيا بهزيمته في انتخابات الرئاسة، لكن رفضه التنازل عن السلطة شكل اختبارا لقدرة القادة الإقليميين على احتواء الأزمة.
كما فر الآلاف من سكان غامبيا إلى السنغال، الجار الوحيد لغامبيا ووصل بعضهم إلى غينيا بيساو خوفا من اندلاع أعمال عنف.