تسابقت وسائل الإعلام الغربية في حساب المساحة التي قد يدمرها صاروخ "R-28" الروسي وتزاحمت في إصدار التكهنات التي كان أبرزها أنه يقتل 7,63 مليون ويصيب 4,19 آخرين في ومضة. وسائل الإعلام الروسية، سبق لها وتناقلت بدورها صورا نشرتها وزارة الدفاع الروسية لإطلاق ناجح لصاروخ "R-28" النووي الجديد العابر للقارات سليل صاروخ "R-36M" الذي يسميه الناتو بـ"الشيطان"، كما أشارت مصادر مختلفة إلى أن "الشيطان-2" قادر على تدمير بلد كامل بمساحة فرنسا أو مسح ولاية أمريكية بمساحة تكساس وجعلها غبارا نوويا في رمشة.
الصحافة الغربية شرعت في التعليق والتكهن بين التشكيك في صحة ما هو معلن عن قدرة الصاروخ المذكور، والتصديق.
صحيفة Extreme Tech شككت باحتمال أن يتمكن صاروخ واحد من إحداث القدر المعلن من الدمار، وكتبت أنها لا تريد تكذيب قدرات هذ الصاروخ، بل "الاستفسار" عمّا يعنيه الجانب الروسي حينما يكتب في مواصفات "الشيطان-2" أنه "يقضي على دولة بأكملها".
وأضافت: "لكنه، وعلى أي حال، فإذا ما قررت حكومة بلد ما إلقاء رأس نووية بشدة 50 ميغا طن، أي بشدة 50 مليون طن من مادة "تي ان تي" المتفجرة، فسوف يكون يومك سيئ للغاية"، مشيرة إلى أن "صاروخا بهذه القوة وإذا ما طال مانهاتن على سبيل المثال، فإنه سوف يقتل 7,63 مليون نسمة ويصيب 4,19 مليون آخرين في ومضة".
صحيفة Daily Mail قررت من جهتها احتساب رقعة الدمار التي قد تنجم عن "الشيطان-2" إذا بلغ أراضي بريطانيا وخلصت إلى أنه "قادر على محو إنجلترا وويلز مجتمعتين عن وجه الأرض، وأنه أنجع تحذير يوجهه بوتين للغرب"، فيما أكدت Daily Star أن الصاروخ الروسي الجديد "قادر على إلهاب دولة بأكملها بالنار النووية".
أما الصحف السويدية، فقد أثارت في تقاريرها رعب قرائها وكتبت nyheter24.se أن "الشيطان-2" قادر على تدمير تكساس أو فرنسا، ما يعني أن أراضي السويد بأكملها الواقعة إلى الجنوب من مدينة ايرنشولدسفيك سوف تزول إذا ما استهدف العاصمة ستوكهولم".
قناة BFM الفرنسية، وفي تعليق على صور "الشيطان-2" كتبت أنها "أعادت العالم إلى أسوأ مراحل الحرب الباردة" دون أن تشكك بمواصفات الصاروخ المعلنة وقدرته على "محو فرنسا عن وجه الأرض في بضع ثوان".
أما صحيفة L’Indro فاعتبرت أن ما يشاع عن قدرات "الشيطان-2" التدميرية ليس إلا "خطوة دعائية ومحاولة للفت الأنظار"، مشيرة رغم ذلك إلى الذعر الذي دبه الصاروخ الجديد في نفوس الغربيين الذين لم يطمئنوا لتأكيد العسكريين الأمريكيين أنه لا يختلف شيئا عن سلفه "الشيطان-1"، باستثناء التعديلات التي طرأت على أجهزته الإلكترونية الداخلية.
راديو "صوت أمريكا" الناطق بالروسية، نقل عن روبرت كيلي الخبير في السلاح النووي والموظف السابق لدى وزارة الطاقة الأمريكية أن الصاروخ الجديد يختلف عن سابقه بقدرته التدميرية وحشوته الإلكترونية التي تعزز دقته في إصابة هدفه لا بمداه البالستي.
Direct Martin وصفت "R-28" بـ"الصاروخ الأقوى على الإطلاق بين الصواريخ" وأكدت أنه "لا توجد في العالم أي منظومة للدفاع المضاد للصواريخ تقدر على اعتراضه أو حرفه عن مساره".
بعض وسائل الإعلام الغربية، لم تركز على قدرة "الشيطان-2" وميزاته، بل توقفت عند توقيت كشف موسكو عنه، حيث اعتبر موقع news.com.au الإخباري الأسترالي أن "فلاديمير بوتين بهذه الخطوة يستغل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لجعل روسيا مركزا رئيسا للقوة في العالم وأنه قرر لعب هذه الورقة الرابحة للارتقاء بفن قعقعة السلاح إلى مستوى أرفع من ذي قبل".
Männersache ربما بالغت في تقديرها لنوايا القيادة الروسية وغرضها من وراء صواريخ من هذا النوع في إطار مساعي منع كسر التوازن الاستراتيجي في العالم، وخلصت إلى أن روسيا بـ"سلاحها الجهنمي الجديد قد ربطت ساعة القيامة بحلول الـ12 إلا ثلاث دقائق قبل منتصف الليل".
المصدر: RT