قررت موريتانيا الاستمرار على نفس النهج الذي دأبت عليه في السنورات الأخيرة، وذلك في علاقاتها بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقررت الجمهورية الإسلامية الموريتانية دعم عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، وفي نفس الوقت رفض مناقشة أي موضوع يتعلق بتعليق عضوية البوليساريو في الاتحاد.
وبهذا الموقف تكون جمهورية موريتانيا قد قررت اعتماد نفس السياسة الديبلوماسية التي ظلت عليها منذ سنوات، والتي لا تفسد لعلاقات الود بين الطرفين.
من جهة، لم تغلق الباب على أي تقدم للمغرب في مؤسسات إفريقيا، ومن جهة ثانية حافظت على نفس الروابط التي جمعتها بجبهة البوليساريو.
ويعد هذا الموقف آنيا في صالح المغرب، والذي بدأ يكسب ود عدد مهم من دول إفريقيا، لدرجة بلغ عدد الدول التي رحبت بعودته للاتجاد الإفريقي حوالي أربعين دولة من أصل 53 دولة، وهذا في حد ذاته انتصار مهم للديبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس.
وقد تمكن المغرب أيضا من كسب عدد من الدول الإفريقية التي تعترف بالبوليساريو، والتي لم تغلق الباب في وجه العودة المغربية للاتحاد الإفريقي.
وبهذا يكون عدد الدول التي رفضت علانية عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لا يتجاوز ثلث أعضاء الاتحاد، فيما أزيد من الثلثين يدعمون عودة المغرب للاتحاد.
وفي موضوع علاقة موريتانيا بالمغرب، يبدو من خلال القرار الأخير أن الأجواء بين البلدين لم تنفرج بعد، على الرغم من تزايد منسوب الدفء في الآونة الأخيرة، خاصة بعد اتصال الملك بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إثر الأزمة التي حلقها تصريح حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، والذي قال إن مورتانيا تراب مغربي، وزيارة بنكيران رفقة ناصر بوريطة لموريتانيا ولقاء وزير الخارجية الموريتاني ثم الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وإلى حدود الآن لم تعين أن موريتانيا بعد سفيرا لها في المغرب منذ سنة 2011، أي قبل ست سنوات، وهذا واحد من المؤشرات التي تؤكد أن العلاقات بين البلدين ما تزال دون الطموحات.
وينتظر أن تضفي العودة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي حماسا وحيوية في العلاقات المغربية الإفريقية، اتجاه الدول التي ما تزال لا تنظر إلى المغرب بعين من الرضى.
وفي هذا الإطار كان الملك قد قرر زيارة عدد من الدول الإفريقية، منها جنوب السودان وتنزانيا وإثيوبيا، ومنها دول تعترف بالبوليساريو، حيث إن السياسة الديبلوماسية المغربية أصبحت تعتمد في الآونة الأخيرة على المدخل الاقتصادي لعلاج كل الخلافات السياسية.
فبرير كوم المغربية