عندما تلاحظون بداية هذا اللغط وموجة القذف والتشهير، ستجدون بأن سببها خبر نشره موقعه مفاده تدوينة ضعيفة معنى ومبنى نشرها أحدهم على حسابه على الفيس بوك.
أو مقابلة تلفزية استضاف فيها صحفي ضيفا للحديث عن أمر بعينه، وبسبب ضعف المستوى المعرفي للصحفي ونقص خبرته يحول الضيف الحلقة إلى حلبة للمصارعة باللسان يغيب عنها الخصم ويحضرها حكم هو "شاهد ما شافش حاجة" فيطلق الضيف العنان للسانه فيقذف هذا ويسب هذا ويكفر هذا، ويصفي حسابه مع هذا، بينما يجلس الصحفي الحاضر الغائب يتفرج على المهزلة هو في الحقيقة يظن بأنه يحسن صنعا في حين هو يرتكب حماقة وجريمة في حق الصحافة وحق المجتمع وحق الدولة.
وعندما تنتهي الحلقة أو النزال الذي كان ضد طرف غائب، ينقسم الشارع إلى عدة أطراف، طرف يستهجن ما قام به الضيف والصحفي معا وهو طرف قليل عدده، وطرف آخر كثير إذ تعده ويعشق الشتم والسب والهجوم على أي كان.
هذا المجتمع الضعيف من كل النواحي من الغباء أن يطلق في العنان لصحافة لا تراعي المشاكل التي تترتب على ما ينشر وما يبث وكل أحد منها يقول وينشر ما يشاء ويستضيف من يشاء، بدون رقيب أو حسيب.
مواقع الكترونية تافهة إلا النزر القليل منها، ومحطات تلفزية لا يعرف أصحابها أنهم يخاطبون مجتمعا بأكمله ويوجهون الرأي العام، يتركون كل من هب ودب وكل من يحتاج عقلا وفكرا ووعيا بخطورة الإعلام وأخلاقياته يقوم بتقديم برنامج لا يعرف معناه وجمهوره الموجه إليه، يناقش كل شيئ وينظر في كل شيئ.
إن هذا الإعلام إذا لم تتم السيطرة عليه، قبل أن يسبق السيف العذل، من خلال تنقيته وإصلاحه وتدريب من سيبقى فيه، لأن هذا المجتمع لم يعي بعد طرق التعامل مع الإعلام خاصة الإعلام الساقط في كل شيئ. وهو مجتمع ضعيف وهش للغاية، ولا تعامل مع ما يصدر عن الإعلام بكثير من الحذر، فإن النتيجة ستكون وخيمة وكل المؤشرات تقول إننا نتجه إلى ذلك النفق المظلم.
-----------
من صفحة الاستاذ السالك ولد عبد الله على الفيس بوك