.jpg)
.jpg)
لن أتناول الصوفية كظاهرة دينية.
ولا تعنيني هنا كطرق لها موريدوها المدافعون عنها.
ولست بصدد تسجيل موقف عليها.
أنا في حل من ذلك كله الآن ....
أنا في هذا المقال المتواضع ..أصبو لتسليط ضوء قد لايكون كاشفا بما فيه الكفاية لإبراز خصوصية إنفردت بها الصوفية دون غيرها من الحركات الإسلامية التي ظهرت حتى الساعة ؟!.
وهذه الخاصية التي باتت " تقريبا" علامة تميز الصوفية كما أسلفت هي: موالاتها للخط الوطني في كافة البلاد الإسلامية تقريبا ..
وقد كان ذلك بارزا كخيار عند الصوفية في فترة الإستعمار الغربي " الصلبي" الذي شمل إحتلاله العالمين الإسلامي والعربي.
وقد كان الإستعمار يحمل تحديا حضاريا ليس بريئا...
كما جاء على دراية مهدت لها الإرساليات والمستشرقين..
الذين رسخوا قواعد له في البيئات الإسلامية
مثل: ربط الصلات بالحكام ؟!
ومهادنة المنظومات الإسلامية القريبة من تلك السلط التي تدير المسلمين!
كما لم يكن ذلك المستعمر مشبعا بالفكر وحده بل كانت تواكبه قوة عسكرية متفوقة رادعة.
في هذا الخضم برزت شخصيات وتنظيمات من رحم الشعوب التي أخضعت لسلطة المستعمر والقوى العميلة. تجاهر بعدائها للوافد الجديد الذي إستفز خصوصياتها الدينية والإجتماعية في إستهداف منه لها غير متوان عن قلب كل القيم..والثوابت التي تعتقد فيها هذه الشعوب.
وقد كان دور الصوفية بارزا في إسناد قوى التحرر الوطني في كل الأقطار العربية .
وشواهد ذلك بادية وخلدها التاريخ ففي : العراق كان دور الطريقة القادرية محوريا في مقاومة المستعمر الإنجليزي.
وفي الجزائر سجلت المقاومة ضد المحتل الفرنسي زعماء صوفيين كجمعية: العلماء والشيخ / عبد القادر الجزائري.
وفي المغرب مثل موقف العرش المالك موقف الصوفية في المجاهرة في تحد صريح للمحتل بين العرش. و الصوفية.
وفي موريتانيا لم يتأخر صوت الصوفية في رفض كل ماله صلة بالمحتل الفرنسي الغاشم.
ولم يقف عند هذا الحد بل تجسد في أبعد الحدود من خلال المقاومة المسلحة التي مثلها / الشيخ ماء العينين .
وفي الجنوب الشرقي الشيخ / حماه الله.
وماهذه الرموز و الأقطار التي أوردناها إلا نموذجا مصغرا من ما تميزت به الصوفية من موقف ملتزم بالوطنية.
بقلم: الحسين الزين بيان
