بعد تأكيد فخامة الرئيس أنه لن يترشح لمأمورية ثالثة، يؤكد الآن أنه سوف "يرشح" لها "الشخص الذي يراه مناسبا"، لأنه مسؤول عن الشعب والدولة... (لا انفصال!).
هذه خلاصة آخر حديث صحفي رسمي لسيادته.
ليس من السهل على الرئيس الذكي أن يخفي جميع نواياه بعد زهاء تسع سنوات من الحكم... بدأها بأغرب انقلاب عسكري في بلد الانقلابات العسكرية!
ببساطة يقبل الرئيس اليوم ـ بعد كل هذه المدة ـ بل يقترح استحداث "منصب الرئيس"، وهي وظيفة طالما رفضها الديكتاتوريون العرب جميعا وتشاءموا بها!
أقوى الاحتمالات أن هذا المنصب سيكون هو المنصب "الأعلى"، حيث سيمسك صاحبه، في "الجمهورية الجديدة"، بقوةٍ دواليب السلطة؛ خاصة الجيش والأمن والمخابرات، وبالطبع، طبعا، طبعا... الحرس الرئاسي "بازب"!
وبموجب الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة، سينتخب رئيس جمهورية جديد، يعتمد السفراء ويوجه برقيات النهانئ ويعزف له النشيد الجديد تحت العلم الجديد... وله نصيب "معلوم" في النفقات... فقط ، لكنه "مُسكَّن عن البطش"، لا يعرف شيئا عن الباقي ولا "يهمه" كيف ولا أين تسير الدولة... أمر الدولة وأجهزتها وصفقاتها الكبرى وإداراتها وسياساتها الداخلية... في يد نائب الرئيس الذي يستطيع أن يعزل الرئيس و"يطيره بعيدا" (إذا وسوس له الشيطان يوما أنه رئيس فعلا)، ليس بانقلاب عسكري، ولكن بكتيبة واحدة، حتى أنها قد لا تكون كتيبة عسكرية... بل كتيبة برلمانية!! لأن البرلمان سيشرف على انتخابه وولائه نائب الرئيس أيضا، نعم صاحب الفخامة: نائب الرئيس... الجديد... القديم! لهذا سترون في برلمانكم القادم نفس الوجوه المصفقة في الغرفتين، يصفقون في غرفة واحدة هذه المرة!
بقريب من هذا السيناريو ستُدارون أيها الموريتانيون الطيبون...!!
---------------
من صفحة الأستاذ محمد محفوظ أحمد على الفيس بوك