احتضنت جامعة العلوم الإسلامية بالعيون يوما تطوعيا ميدانيا لتنظيف حرم الجامعة نظمته الرابطة الطلابية للمعارف والإبداع بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون،وأطره الدكتور سيدي محمد ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع بكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون.
وقد حضر هذه التظاهرة الطلابية النوعية رئيس الجامعة الدكتور محمد المامون ولد مينحن، وعمدة بلدية لعيون السيد أعمر ولد محمد سيدي، والآمين العام للجامعة، وبعض عمداء الكليات ، ورئيس مجمع مدارس الفتح الحرة الأستاذ سيداتي ولدحمادي ، وجمع غفير من طلاب الجامعة، أغلبه من منتسبي ومنتسبات الرابطة الطلابية للمعارف والإبداع.
وفي كلمة له بالمناسبة ثمن رئيس الجامعة د. محمد المامون ولد مينحن هذا النشاط الطلابي المميز، والذي وصفه بأنه يجسد رقي مستوى الوعي الفكري والمدني والحضاري لدى طلاب الجامعة، وأكد استعداد الجامعة لدعم كافة المبادرات الطلابية البناءة، وختم بشكر مؤطر التظاهرة د. سيدي محمد ولد الجيد على مابذله من جهد في سبيل إنجاحها وتمكينها من بلوغ أهدافها النبيلة.
وبدوره تناول الكلام عمدة بلدية لعيون الأستاذ أعمرولد أعمر ولد محمد سيدي
وتوزعت أوراق الندوة،التي أدار أعمالها الدكتور سيدي محمد ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع والأمين العام لكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون، إلى ثلاثة عروض تمثل أولها في تاطير تمهيدي قدمه الدكتور سيدي محمد ولد الجيد وضع الندوة في سياقها المعرفي والمنهجي. وبين أهمية ووظيفية العمل التطوعي بوصفه حتمية اجتماعية ،حيث يسهم بشكل جوهري وحاسم في احتواء آثار العديد من الإختلالات البنيوية في النسيج الاجتماعي والمجتمعي، إضافة إلى كونه يمثل مدخل وعامل مواساة ودعم ومؤازرة للعديد من الشرائح الاجتماعية الهشة.
وأضاف ولد الجيد أن ثقافة التطوع أصيلة ومتجذرة في منظومة القيم بالمجتمع الموريتانية،وشواهد ذلك من التراث الشعبي جلية وبينة .غير أن التحولات التي شهدها المجتمع جعلت تلك الثقافة تنحسر وتضمحل، الأمر الذي يحتم تضافر جهود قادة الرأي،ومختلف الفاعلين المجتمعيين لإحياء ذلك التراث الأصيل وتلك القيم النبيلة.خاصة وأن المجتمع في أمس الحاجة للاعتماد عليها سبيلا للتصدي للعديد من المعضلات الاجتماعية من قبيل: ترسيخ قيم وثقافة المواطنة والسلوك المدني والحضاري،تعزيز اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية،إفشاء قيم الإنتاجية، تعزيز وترقية قيم وثقافة التكافل الاجتماعي،إضافة إلى مواساة الشرائح الأكثر هشاشة من الفقراء والأيتام والمعوزين والأطفال ذوي الوضعية الصعبة وغيرهم.
وختم المحاضر باتأكيد على دور الشباب عموما،والطلاب على وجه الخصوص، في إحياء وترسيخ هذه القيم وإفشائها بين الناس. ودعي طلاب جامعة العلوم الإسلامية بالعيون لحمل المشعل، واستغلال فرصة العطلة الصيفية للانخراط بحيوية في ديناميكية العمل التطوعي الجاد والبناء في مواطن سكنهم ، وتشجيع الساكنة والأهالي على مشاركتهم هذا الهدف النبيل.
وتمثل العرض الثاني في مداخلة بعنوان: العمل التطوعي الجماعي في الإسلام قدمه الدكتور أحمد كوري ولد يابه السالكي أستاذ علوم القرآن ونائب عميد كلية أصول الدين
وقدم العرض الثالث الدكتور ابراهيم ولد عابدين أستاذ الاقتصاد بكلية الشريعة وتمحور حول دور العمل التطوعي في التنمية. وبدأ المحاضر بمحاولة تقديم تعريف للعمل التطوعي فبين أنه جهد إنساني مبذول بصورة فردية أو جماعية بما يعود بالنفع على المجتمع. وهو مبني على الرغبة الحرة والدافع الذاتي، بعيدا عن طلب مقابل مادي أو ربح خاص. وتناول المحاضر بعد ذلك دور العمل التطوعي في التنمية من خلال محورين:
_ مساهمة العمل التطوعي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، انطلاقا من كونه يتيح الفرصة سانحة لاستغلال كافة الموارد البشرية.
_ إسهام العمل التطوعي في تخفيض تكاليف الإنتاج، ومن ثمة زيادة معدلاته.
وأشفعت العروض بتعقيبات ونقاشات ، يذكر منها مداخلة تقدم بها مدير مجمع مدارس الفتح الحرة بالعيون السيد سيداتي ثمن فيها موضوع المحاضرة وأكد حاجة ولية الحوض الغربي لإحياء ثقافة وقيم التطوع، وتاطيرالأهالي لإحياء هذه السنة الاجتماعية الحميدة.