تناقل عدد من مستخدمي موقع «فيسبوك» في تونس صوراً لأزياء عسكرية نشرتها إحدى الصفحات المتخصصة بنقل أخبار الاحتجاجات القائمة في مدينة «تطاوين» للتعبير عن تضامن عناصر من الجيش مع المحتجين، وهو ما أثار ردود أفعال متباينة بين من ينتقد محاولة «زج» الجيش في الاحتجاجات الاجتماعية ومن يرى أن تضامن بعض عناصره مع المحتجين لا يعني خروجه عن حياده.
ونشرت صفحة «تطاوين تي في» المخصصة بنقل الاحتجاجات المطالبة بالتنمية والتشغيل في مدينة «تطاوين» (جنوب) صوراً لزي عسكري مرفقة بعدد من التعليقات، أبرزها «الجيش الوطني معكم والرخ لا (لا للتراجع)» و»تحية من مدنين إلى أهالي تطاوين. جيش البر».
وأثارت الصور، التي تناقلها عشرات المستخدمين، جدلا كبيرا حيث انتقد البعض محاولة «اقحام» المؤسسة العسكرية في التحركات الاجتماعية وإخراجها عن حيادها المستمر تجاه الأوضاع السياسية في البلاد، حيث اتهم أحد المستخدمين جهات سياسية لم يحددها بمحاولة ضرب «مصداقية» الجيش وجياده، مشيراً بالمقابل إلى أن بعض المحتجين قد يحاول (عن جهل) الإساءة لصورة الجيش بنشر مثل هذه الصورة، فيما اعتبر آخر أن «الجيش دوره فقط حماية المنشآت من النهب والاتلاف. والعسكري هو مواطن تونسي في الأساس وهو حامي الشعب. ومن المستحيل أن يتم إقحام المؤسس العسكرية لقمع أو ضرب الاحتجاجات»، واعتبر ثالث أن الصورة لم تخرج الجيش عن حياده «بل بالعكس أكدت أنه جيش وطني ومع الشعب».
ولعقود عدة حافظ الجيش التونسي على حياده، ولم يتدخل (إلا في حالات نادرة) في السياسة، وأدى دوراً إيجابياً خلال الثورة عبر حماية المحتجين من «بطش» جهاز الأمن التابع لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وحماية المنشآن الحيوية في البلاد.
القدس العربي