عودة إلى مشاكل التعليم، باستثناء أربع أو خمس مفتشيات من أصل 56 مفتشية تقريبا، لا تملك أي مفتشية للتعليم في موريتانيا سيارة لنقل بعثات التفتيش إلى المدارس في المدن والقرى والأرياف، بل إن الأمر قد يصل أن لا تملك الإدارة الجهوية للتعليم في بعض الولايات أي سيارة تصلح لنقل البعثات والطواقم.
فمثلا لا حصرا، في الحوض الشرقي لا تملك إدارة التعليم عموما غير سيارة قديمة متهالكة، بينما لا تملك المفتشيات في المقاطعات السبع أي سيارة، وعندما وصل المفتش الجديد هذا العام لاستلام مهامه، اضطر لعرية سيارة هيليكس شخصية لمفتش التعليم في ولاتة من أجل أن يقوم بزيارة لمقاطعات الولاية. وفي الحوض الغربي أيضا لا تملك أي مفتشية من المفتشيات الأربعة في كل الولاية أي سيارة لنقل البعثات، بل إن عموم الإدارة في الولاية تملك سيارة واحدة وقديمة جدا ربما من 2004، حسب ما أعتقد، وما حال بقية الولايات من هذا ببعيد!
كثيرون يتناسون أن أوراق الامتحانات تُنقَل في النقل العام ـ سيارات مؤجرة ـ لعموم التراب الوطني تقريبا، من مسابقة "كونكور" حتى باكلوريا. هذا علاوة على بيع بعض المدارس العمومية، طبعا دون الخوض في حديث معاد عن ظروف المعلمين، ومستويات كثير منهم، وازدحام التلاميذ في المدارس إذ في بعض الحالات يناهزون 100 تلميذ في فصل واحد، وسوء البنية التحتية، والنقص الحاد والمزمن في التجهيز كالطاولات والسبورات والأقلام وغيرها، أما منح التلاميذ الكتب المدرسية فقد أصبح أسطورة مثل العنقاء، بل إننا هنا في نواكشوط اضطررنا لتصوير بعضها وبأسعار مضاعفة!!
فأين خزائن عزيز وحدمين وولد اجاي التي يتبجحون بها؟ وأين النهضة الشاملة التي قال عزيز ان البلد شهدها؟ وهل الدولة مفلسة وهناك عجز في التدبير؟ أم أن الأموال اختلست في صفقات مشبوهة؟ أم أن التعليم ليس هو الركيزة الأهم؟ طبعا أعرف أن هذا الواقع يشمل الصحة والمجالات الأخرى. وقد أشرتُ في مقابلة تفزيونية سابقة إلى انطفاء سيارة "لاندكريز" متهالكة تابعة للحرس الوطني وهي تقل دورية أمنية في حينا بعد صلاة العشاء، مما اضطر عناصرها للنزول عنها ودفعها بدل مطاردة اللصوص بها، مجرد مثال على واقع القوى الأمنية أيضا!
----------------
من صفحة الأستاذ محمد الأمين سيدي مولود على الفيس بوك