وضع شفيق صرصار، و2 من أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، المعلنين عن استقالتهم الثلاثاء الماضي، شروطًا للتراجع عن استقالتهم والعودة إلى العمل من جديد، والمتمثلة في “التراجع عن الشروط المتعلقة بالعمل”.
وتم الاستماع أمس إلى شفيق صرصار، والقاضيين المستقيلين من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في جلسة داخل البرلمان، ولم يستبعد صرصار التراجع، قائلًا: “إذا وجدت إمكانية لإصلاح الأمر، لم لا”.
وأضاف: “تم الاتصال بي من طرف عدد من السياسيين وقادة المنظمات الوطنية، منهم من طلب مني التراجع عن الاستقالة، مراعاةً لمصلحة تونس التي تستعد لتنظيم الانتخابات البلدية نهاية العام الجاري”.
وتأكد أن الأسباب الحقيقية لاستقالة الرئيس وعضويْ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تعود إلى “التسيير الداخلي للهيئة، ومشاكل بين الأعضاء، وخاصًة الأعضاء الثلاثة الجدد الذي التحقوا بالهيئة في شهر فبراير/شباط الماضي”.
وكشف صرصار عن “تسريب بعض الأطراف لوثائق داخلية خاصة بالهيئة إلى جمعية تنشط في مجال مراقبة الانتخابات”، مشيرًا إلى أن “أحد عضوي الهيئة المستقيلين وجهت إليه اتهامات بالانحياز السياسي بعد وضعه (like) على تدوينة لأحد قيادات الأحزاب المعارضة”.
والتقى رئيس البرلمان محمد الناصر بالمستقيلين الثلاثة، وأكد أن “الأعضاء المستقيلين من هيئة الانتخابات سيواصلون مهامهم إلى حين سد الشغور الحاصل”، مؤكدًا “أهمية الدور الذي قامت به هيئة الانتخابات في إنجاح الانتقال الديمقراطي بمختلف محطاته الانتخابية”، موضحاً أن “هذه الاستقالات لا يجب أن تؤثر على مسار الانتخابات البلدية المقبلة، حيث سيواصل الأعضاء المستقيلون القيام بمهامهم إلى حين تعويضهم.”.
وأضاف محمد الناصر أنه “بمجرد إبلاغ البرلمان بصفة رسمية بملف يحتوي محضر معاينة حالات الشغور في عضوية مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، سينطلق البرلمان في إجراءات سد الشغورات في أقرب وقت ممكن، حرصًا على إنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في الآجال المعلن عنها”.
وأعلن شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واثنين من أعضائه، الثلاثاء استقالتهم، في قرار مفاجئ للتونسيين.
وتعرض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في خطابه أمس، إلى استقالة شفيق صرصار، موجهًا له بعض الانتقاد، قائلًا: “مهما كانت أسبابك فهي لا ترتقي لمشاكل تونس الكبرى، فمصلحة تونس فوق كل الأحزاب والأشخاص”.
وأوضح السبسي أن صرصار اتصل به، بعد استقالته، ليعلمه بذلك، وقال متسائلًا: “لماذا لم تستشرني، أليس لي دور في ذلك؟.