لم أتزوج إنسية و لا جنية بعد | 28 نوفمبر

لم أتزوج إنسية و لا جنية بعد

سبت, 06/03/2017 - 02:28

لم أتزوج إنسية و لا جنية بعد و الحديث ذو شجون، بعيدا عن السياسة فكرت في الزواج بشكل جدي مطلع العام الجاري و قبل شهرين تقريبا ارتطمت مخططاتي بجدار الظروف و كانت نتيجة حتمية لا مفر منها و توكلت على القدير، ذات مرة أيام الطيش و في غضون يومين عرضت الزواج على ممرضة و صحفيتين و أستاذة لغة إنكليزية و طبيبة أسنان و عاطلة عن العمل، ردودهن كانت طريفة و جارحة بعض الشيء سأتحفظ عليها احتراما للصائمين، أيام الطيش كانت مميزة بفعل نفحات الجنون التي تلاشت و البركة في دروس الحياة، الزواج كحب الوطن، قسمة و نصيب، لو استيقظت يوما و وجدتني قد تزوجت امرأة غير التي تعرف نفسها جيدا فسأحاسب نفسي حسابا عسيرا، لم أتحدث عنها كثيرا لأسباب فنية، في أول لقاء أخبرتها مباشرة أني وددت لو التقيت والدها و شكرته لأنه تزوج والدتها و أنجباها ليتسنى لأحدهم ذات يوم ماطر رؤيتها صدفة و هي تحاول السيطرة على خصلات شعرها المندفعة روعة من تحت ملحفتها البيضاء كقلبها، سامحه الله و سامحها و سامح الظروف، لا أذكر أني كنت محظوظا يوما ما و أتحمل تبعات قول ذلك، مضت الأيام و مازال موقف يحضرني كلما شعرت بالإفلاس، أيامها كنت طالبا في جامعة نواكشوط أدخر القرش الأبيض لليوم الأسود، ذات يوم غير قابل للنسيان لم يكن في جيبي قرش أبيض و لا أسود أو بنفسجي، رمتني الصدفة رفقتها و صديقتها المنحوسة داخل سيارة أجرة و أنا كتلة من الإفلاس ترتدي دراعة، تمنيت ساعتها لو تحولت بقدرة القدير إلي حمار يجر عربة في 'مرصت لحموم' أو إلي أحد أعمدة الكهرباء الممتدة على طريق المطار، حين ازدهرت ظروفي نسبيا بعد ذلك تمنيت لو وجدت فرصة أخرى لأنتقم لكبريائي، لم أجد تلك الفرصة أبدا، حتى أمانينا التافهة لا تتحقق غالبا.
 حين يقع المرء مع تلك الأمور يجد نفسه سعيدا كالأحمق و لا شيء حوله يدعو لذلك، كنت أفكر في عينيها فقط و أنظر إلي المستقبل الشهي و أركض بقوة خلف أحلامي و في الساعة الرابعة مساء سقطت في حفرة الفراق، لم ألتمس العذر لنفسي أو لها، نجني غالبا ثمار ما اقترفناه، عاجلا أم آجلا، لا عليكم من كل هذا، لا جديد، أنا أشيخ بسرعة، لو لم أكن موريتانيا لوددت أن أكون كذلك ربما، جرعة من محلول 'لحريرة' عند الفطور تجعلني أعود إلي رشدي و أدرك يقينا أني أكملت يوما من الصوم بنجاح، مراهق صغير يسألني عن عيد الفطر! أشرت عليه بالإحتساب فلقد جنا على نفسه عندما أقنع ذويه بأنه أصبح مواطنا بالغا، أول محاولتي في الصوم كانت عام 2003 على ما أعتقد، كنت يافعا حينها و ماكرا بشكل ما، غفر الله لي كنت أمارس نوعا من التكتيك و المناورات في المطبخ و في نهاية العملية أمسح فمي جيدا و أخرج أتظاهر بالجوع و العطش و الإعياء و التقوى، لم يقبض علي أبدا في حالة تلبس ليتبين لي فيما بعد أن والدتي تعرف ذلك جيدا و تتغاضى عني لطفا بي، ذلك التغاضي الذي مارسته الوالدة معي هو نفسه ما يحتاجه بعض الصحفيين هنا الذين يتنابزون هنا بمقالات على شكل 'آسواقة' في العشر الأوائل من الشهر الكريم، ذلك التغاضي بالضبط هو ما نحتاجه جميعا للتعايش دون إصابات أو خسائر على مستوى الأخلاق.
 دعواتكم لي، أنا و جميع المحبطين، بحسن الخاتمة و الأخلاق و الزواج السلمي.

------------------

من صفحة الأستاذ محمد ابهاه على الفيس بوك

للإعلان على الموقع : 46828103