جميع المؤشرات تدل على ثورة وشيكة، مارلبورو وصل سعرها اليوم إلي 800 أوقية في لكصر، الكهرباء و الماء في ذمة الله، نسبة المطلقات ترتفع بجنون، نسبة الأحلام القابلة للتحقق تنخفض بشكل مرعب، معظم الذين أحاطوا بي أيام العز اختفوا بقدرة القدير هذه الأيام، هناك شخص جمعتني به ملابسات معينة لشهر واحد، تبادلنا أرقام الواتساب في ظروف غير واضحة، أصبح يراسلني في الليل و النهار، سرا و علانية، يتحدث معي في أشياء مهمة جدا و أمور تافهة جدا، حين طفح بي الكيل طلبت منه مبلغا محترما على أمل إعادته عند وفاة الشهر، اختفى أيضا بقدرة القدير لحسن حظي، السيدة الفاضلة 'شجرة الدر' كما أحب أناديها وضعتها في الصورة و ألقيت عليها محاضرة طويلة و مملة عن وضعيتي مع طيبات الحياة الدنيا و الأرزاق و شرحت لها أن بقائي على قيد الحياة لحد الآن يعتبر إعجازا علميا؛ مع ذلك أصرت على الزواج! في الحقيقة أفكر في لقاء الرئيس -أيده الله- أنا لم أستطع فهم سياسته و لا فهم النساء و لا استيعاب الحياة، لم أفهم شيئا إطلاقا، لا أعتقد أن الخنوع هو الحل و لا الثورة أيضا، بصراحة لا أعرف الحل و ربما لا أود معرفته.
لقد كبرنا دون وجه حق، و كبرت أحلامنا، و كبرت السخافات حولنا، ما أكثر الذين ينافقون من أجل أمعائهم و ما أكثر الذين يدعون إلي الباطل عن طريق الحق، كميات القمامة التي تعج بها شوارع نواكشوط حاليا أولى بالتركيز من الهجوم على قناة الجزيرة أو الدفاع عنها، مشاكل المواطن اليومية لا تتجاوز الأرز و الصابون و المثقف الموريتاني المحترم يكتب المقالات العصماء في مدح و هجاء السعودية و قطر، قبل قليل قضيت حوالي ثلث ساعة محتجزا بين مثقفين ضخمين في مؤخرة سيارة أجرة متهالكة، كانت الطريق مثخنة بالفوضى و لا خيار سوى الصبر في انتظار معجزة تفسح لنا الطريق، كان الركاب يناقشون أزمة الخليج -هداهم الله- أحدهم يدافع عن السعودية و آخر يهاجم قطر و ثالث يسب داعش، كنت أسب القمامة و الذين قاموا بتجميعها هناك و الجهات المعنية التي كانت السبب في تواجدها هناك أساسا، أثار حنقي كل ذلك 'الويل' الذي كنا نغرق فيه و الركاب كانوا يتدارسون مشاكل سياسية فارق التوقيت بيننا و بينها من ثلاث إلي أربع ساعات!
عودوا إلي الوطن و حيثياته وفقكم الله.
-------------------
من صفحة الأستاذ محمد ولد ابهاه على الفيس بوك