أتيكيت : | 28 نوفمبر

أتيكيت :

اثنين, 08/21/2017 - 20:17

من مظاهر المحبة النبوية العظيمة تنافس القنوات التلفزيونية على تصوير وبث جلسات ووقفات من اللون الغنائي المعروف ب"المدح" وهو شيء يحمد لها ويذكر فيشكر.
لكن هناك مشكلة تتعلق بالأتيكيت عموما هي أن ليس كل صوت ولا كل صورة قابلان للنشر؛ سواء كانت مديحا أو "مبادرة" بادر بها المبادرون حتى بعد فوات أوان البدر.
ماذا لو استدعت وسائل إعلامنا وخاصة قنواتنا المرئية مستشارين في المدح ومقاماته الصوتية؟ فليس كل مداح شاد بالضرورة.
كل فرد يعذب صوته ويرخم في سامعيه؛ فأنا مثلا ولست أستعيذ بالله من كلمة أنا لأنها ضمير منفصل خلقه الله للإشارة للمتكلم المفرد وأنا متكلم مفرد؛ كثيرا ما أغني في خلواتي وأطرب لذلك؛ مرة بالفصيح وأخرى باللهجي وأحيانا أحاكي وأصفر وأنحنح وأتمتم حتى ليخيل إلي في أوقات الذروة في الحمام مثلا؛ أنني عبد الحليم حافظ أو سيداحمد البكاي ولد عوه؛ لكني في جلواتي أتقي الله في قلوب العذارى وأسماع المسالمين.
لكن حين يكون الصوت مذاعا مشاعا وعليه أيقونة قناة وبلد ومجتمع فلنتريث ونحسن الاختيار؛ خصوصا وأن كلمات المدحة المذاعة أحيانا قد تتضمن أخطاء بنيوية لاتليق بالسيرة النبوية المطهرة.
ليس الأمر خاصا بالمدح النبوي؛ فتجربتنا الوليدة قي الإعلام المرئي شاخت قبل الفطام لأن معظم القنوات ولدت معا وأخرجت مالديها دون تجديد في الإبداع.
فقناتا المحظرة والمرابطون المحترمتان في يوم واحد أخرجتا شابين مكتنزي اللغة غزيري العلم لكن حنجرتيهما وصوتيهما أسيئ التصرف مع تسجيلهما؛ فأحدهما كان سيحسن تبليغه لو تكلم بهدوء لكنه أسرع كثيرا ورفع صوته كثيرا دون استشارة أهل الاختصاص فغاب التشويق؛ والآخر له رخامة قاتلة للمخارج ويتحدث بهدوء لو لابسته حدة لأوصل وشوق.
نحن في عالم صناعي يجب أن يكون فيه المنتج جاهزا في الوقت ولكن ليس بأي ثمن؛ فلنتحل بقليل من الماركتينگ في التوزيع والانتاج خصوصا إن تعلق الأمر بتعظيم شعائر الله.
#الترشه

--------------------

من صفحة الأستاذ اسماعيل يعقوب الشيخ سيديا على الفيس بوك