وقـــتــنا يـتألم ... | 28 نوفمبر

وقـــتــنا يـتألم ...

أربعاء, 08/30/2017 - 16:35

تعلم الآخرون وجلسنا نتفرج.. كأننا ننظرإليهم من كوة أو كواء لا قبل لنا  بالنفوذ منها....خرج الوقت عن صمت مهيب.. ناظرا إلينا شزرا كأنه أصيب بخوص في ابتسامة مزجت بين الحزن والشفقة والتعجب، متسائلا :

ألا ترون أن الوقت هو الحياة؟! ...ألا تعلمون أنه قيل قديما إن الوقت من ذهبَ إن لم  تدركه ذهب......                              
ألم تسمعوا يوما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة.

هل تجدون نصيبكم من الشمس غير منقوص؟..هل نهاركم كان مبصرا...هل كان ليلكم سكنا؟...ألستم كالبشر؟!

صبت سحابة خجل وأصبح البعض ينمنم الكلام...يتململ كأنما على رؤوسنا الطير ولأن الله عز وجل لم يخلق شيئا إلا لحكمة بالغة، فكان الجهل هو مصدر جرأتنا على سرعة الإجابة:  في كل يوم نجد نصيبنا من الشمس غير منقوص فيظل نهارنا مبصرا ويخلفه ليل سكن.. ونحن أيضا كالبشر...رؤوسنا كالبشر...يميننا كالبشر...يسارنا كالبشر...عيوننا كالبشر....نقضي ساعات تترى أمام الحاسوب والسبابة على الزناد والعينان تلاحقان الفأرة.. لا بحثا عن خوارزميات..  لا معادلات لجابر تستفاد..لا فقه سطر في المفاد.. لا فرق عندنا بين الليل والنهار..العلم كالفكر ينهار...لا تجار...لا...لا ابتكار...تخونني لغتي وألفاظي فالأمر يتطلب التقصي وربما التقاضي....لذا مد الوقت رجليه قائلا: علمتم شيئا وغابت عنكم أشياء ....فالكثير منكم لا يعرف  أن المدة التي يقضيها في استخدام هذه التقنيات هي التي تمكن ربانها وأربابها  من زيادة مبيعاتهم...

نحن إذا نخدمهم بتفان دون أن نشعر...دون أجر وباستفادة زهيدة..  لا ظنا منا أننا مجانين ولا مساكين لكن... لابد أن نعترف  ولو بعد حين  بانخفاض سعر صرف الوقت عندنا  أو أننا لسنا إلا عمال دكاكين......

 

امبيريكه محمد مؤمل