أشعر برغبة عارمة في البوح: وأرجو ألا يتصل بي زيد أو عمر لأحذف هذه التدوينة فقد فاض الكأس ولم يعد في الصبر متسع : فإليكم ماكنت أسديه لكم من نصح في نقاط واضحة على هامات الحروف بعد أن تعبت من إراساله عبر إشارات ورموز.
حين نتحدث كموالاة عن أغلبية ساحقة تدعم التعديلات الدستورية فنحن نمارس الكذب في أبشع صوره على الذات.
بل حين نتحدث عن أغلبية بسيطة تدعم هذه التعديلات -حتى الآن- فنحن نخادع أنفسنا ونكذب أيضا.
صحيح أن التعديلات الدستورية قد تكون في مجملها لصالح المواطن إلا أن الحكومة لم تحاول في البدء أن تقنع المواطن البسيط بها ماجعلها تلجأ في نهاية المطاف لأساليب مخجلة ومقززة.
كان النظام في غنا عنها بإنجازاته ولكن حين تتفشى المحسوبية والزبونية ويعود الفساد من النافذة...فماذا نتوقع. فشل الحكومة والموالاة في الحديث عن أولوية التغييرات الدستورية أمام المواطن البسيط والشاب العاطل عن العمل والفقير الذي لايجد قوت يومه والمريض الذي يستعد للسفر خارج وطنه بحثا عن دواء غير مزور والمعلم الذي يدرس في حجرة متهالكة يخشى أن تنهار عليه في أي لحظة والطالب الجامعي الذي يبحث عن مراجعه أوسيلة نقل كريمة...والمثقف والمتعلم ورجل الأعمال..إلخ.ومختلف طبقات وشرائح المجتمع.
حقيقة يعرفها أقطاب النظام ممن يعيشون في بروجهم العاجية بعيدا عن القواعد الشعبية والمواطن البسيط وبعيدا عن الشباب.
فهل هم صادقون فعلا في موالاتهم أم إن في الأمر دخن.
صحيح أن فضاء الفيسبوك ليس معيارا ومقياسا لتحديد حجم القبول أو الرفض الشعبي للتعديلات.
لكنه حتما يمثل نسبة كبيرة من قبول نخبة المجتمع وشبابه لهذه التعديلات.
ويجب أن نعترف أن الموالاة فشلت فشلا ذريعا في تفاعلها مع شبكات التواصل وسعيها لإقناع النخبة بهذه التعديلات.
ولكن كيف يقنعون الآخر ولم يجلسوا ليقنعوا بعضهم بعضا.
أرى أن ثلة قليلة - ينقصها الوعي بحجم التحديات التي يواجهها الوطن -بدأت تسيطر على قرارات القصر الرئاسي.
وهو أمر إذا لم ينتبه له رئيس الجمهورية سيكون له مابعده.
--------------------------
من صحفة الأستاذ اسلم ولد الطالب أعبيدي