في مفاجأة كارثية كشفت عنها الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء في جنيف، قالت المنظمة الدولية إنها علقت خُطّة مواجهة الكوليرا في اليمن بسبب الانتشار السريع للمرض وتواصل الحرب.
وقالت المنظمة إنها حولت اللقاحات إلى مناطق أخرى مهددة بالمرض المعدي.
وصرح كريستيان ليندمير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية للصحفيين بأن جرعات اللقاحات التي تم تحديدها في الأصل للشحن إلى اليمن ربما ترسل إلى بلدان أخرى مهددة بالكوليرا حيث يمكن استخدامها بشكل أكثر فعالية، حسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء.
وأضاف ليندمير أن جهود التطعيم في اليمن نهج صعب لأنه لا يمكن التخطيط لحملة مثلما تفعل في بلد طبيعي بسبب الحرب وانعدام الأمن.
وقال جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للمساعدات في اليمن، إن خطط التطعيم الوقائي "تنحت جانبا"، وعزا هذا التغيير إلى العقبات التي تعترض توصيل اللقاحات في منتصف الصراع الذي أصاب النظام الصحي في البلاد بالشلل وأعاق الوصول إلى بعض المناطق المهددة بالمرض المعد.
وأكد ماكغولدريك أن اليمن يواجه الكوليرا اليوم والمجاعة غدا، مشيرا إلى أن هناك ما يقرب من 10 ملايين شخص بحاجة إلى دعم إنساني عاجل.
وبين منسق الأمم المتحدة للمساعدات في اليمن أن كل هذا من صنع الإنسان - وتلك هي نتيجة للنزاع، وحث الدول التي تدعم الخصوم وقف إمدادات الأسلحة لممارسة المزيد من النفوذ.
وجاء الكشف عن المفاجأة في مؤتمر صحفي دوري في مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث وصل عدد اليمنيين المصابين بالكوليرا إلى 313 ألف شخص، وتجاوز عدد القتلى 1.700 شخص.
وتقول منظمات الإغاثة إن تفشي الكوليرا الذي بدأ هذا الربيع عزز الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية التي اندلعت منذ أكثر من عامين بين التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والحوثيين.
وتعتبر الكوليرا مرضا شديد العدوى تنشره المياه الملوثة بالنفايات البشرية، يمكن أن يسبب جفافا مميتا إذا ترك دون علاج.
هذا وأسفرت الحرب عن مقتل حوالي 10 آلاف شخص وتسببت في خطر المجاعة الواسعة النطاق في اليمن، وهي أفقر دول العالم العربي، ويعاني ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص فيها من سوء التغذية الحاد.
المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز"