كشف الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي النقاب عن أن مناطق في ليبيا كانت تدار من قبل الدوحة، موضحاً أن قطر أرسلت قوة مسلحة إلى مدينة بنغازي (شرق ليبيا) منذ عام 2012، تحمل اسم «الفهد الأسود». وقال العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، إن قطر تتحكم بشكل عام في الكهرباء في العاصمة الليبية طرابلس، وطالب مجدداً بضم ليبيا إلى تحالف الدول الأربع المناهضة للإرهاب ضد قطر، التي قال إن فريقاً قانونياً من ليبيا يعكف على إعداد ملف يعرض جرائمها، تمهيداً لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى المنظمات الدولية والإدارة الأميركية.
وفي غضون ذلك، أعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي عن إطلاق عملية برية موسعة لتحرير مدينة درنة، معقل الجماعات المتطرفة في شرق البلاد. فيما نقل المسماري عن آمر غرفة عمليات عمر المختار، في بيان مقتضب أمس، أنه يمنع منعاً باتاً الدخول والخروج من مدينة درنة باستثناء الحالات الإنسانية والطبية.
كان المسماري قد أكد أن قوات الجيش استكملت حصار درنة من جميع المحاور، موضحاً أنها بدأت بتضييق الخناق على المسلحين، خصوصاً بعد منع دخول وخروج أي مواد إلى درنة، لتحجيم دور الميليشيات التي سيطرت عليها منذ نحو 4 سنوات.
وتمهيداً لعملية اقتحام المدينة، التقى قائد غرفة عمليات الجيش الليبي، اللواء عبد السلام الحاسي، مع آمر مجموعة عمليات عمر المختار، العميد كمال الجبالي، وذلك في إطار التجهيز والتنظيم لتحرير درنة، التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن بنغازي.
وتعتبر درنة آخر مدينة بشرق ليبيا لا تخضع لسيطرة قوات الجيش، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، علماً أنها كانت على مدى الأعوام الأربعة الماضية بمثابة معقل وملاذ آمن للجماعات الإرهابية، خصوصاً تنظيمي «داعش» و«القاعدة».
ومن جهته، أصدر رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، قرارات ترقية لعدد من ضباط الجيش، أبرزها منح رتبة الفريق إلى عبد الرزاق الناظوري، رئيس أركان الجيش.
كما صدق صالح، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ77 لتأسيس الجيش الليبي عام 1940، على ترقية 28 ضابطاً من رتبة عميد إلى رتبة لواء، وترقية 5 ضباط من عقيد إلى عميد، بمن فيهم أحمد المسماري، الناطق باسم قوات الجيش.
إلى ذلك، أوقفت السلطات التي تدير شؤون مناطق شرق ليبيا، أمس، رئيس هيئة مكافحة الفساد ونائبه، وعدداً من موظفي الهيئة، عن العمل، وطالبت مجلس النواب بإعادة تشكيلها. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن القرار يأتي على خلفية التحقيقات التي أجرتها هيئة الرقابة الإدارية بخصوص بعض التجاوزات الإدارية المالية على الهيئة، فيما أعلنت الهيئة أن هذا الإيقاف جاء لمصلحة التحقيقات الحالية. لكن في المقابل، طالب رئيس هيئة الرقابة الإدارية من مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق مقراً له، بإعادة تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
من جهة أخرى، أعلنت قوات البحرية، الموالية لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، استحداث منطقة بحث وإنقاذ في المياه الإقليمية، لمنع «أي سفينة أجنبية» من إغاثة مهاجرين، خصوصاً المنظمات غير الحكومية، إلا بطلب صريح من السلطات الليبية.
وقال قائد القاعدة البحرية في طرابلس، عبد الكريم بوحلية، في مؤتمر صحافي، إن ليبيا استحدثت «رسمياً منطقة بحث وإنقاذ»، مشدداً على أنه لا يحق «لأي سفينة أجنبية دخول المياه الإقليمية إلا بطلب واضح من السلطات الليبية». ومن جهته، قال المتحدث باسم البحرية، العميد أيوب قاسم، إن القرار يعني بوضوح «المنظمات الدولية غير الحكومية التي تدعي أنها تعمل لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين، ومن أجل حقوق الإنسان».
وتوجه قاسم برسالة واضحة إلى «الذين يحاولون العبث بسيادة ليبيا، وعدم احترام حرس السواحل البحرية الليبيين، نقول لهم: إن احترام السيادة، وقطع حرس السواحل والبحرية الليبية، منذ هذا الإعلان، أصبح أمراً حتمياً»، مشدداً على أنه «يجب أن ينصاع لإرادتنا كل من أراد أن يعمل في مياه السيادة الليبية، وحتى في مجال الإنقاذ، عليه أخذ الإذن من الدولة الليبية».
ويأتي هذا الإعلان من قبل السلطات الموالية لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج، الذي يعترف به المجتمع الدولي، ويواجه صعوبة في بسط سلطته خارج طرابلس.
وكانت حكومة السراج قد طلبت من إيطاليا دعماً بحرياً لمكافحة تهريب المهاجرين غير الشرعيين انطلاقاً من السواحل الليبية، لكن القرار الإيطالي إرسال سفن عسكرية أثار ردود فعل سلبية في ليبيا، إذ أمر المشير خليفة حفتر، الرجل القوي بشرق البلاد، قواته بمنع دخول سفن أجنبية للمياه الليبية.
من جهة ثانية، نفت مصادر لـ«RT» ما أوردته وكالة «إنترفاكس» الروسية عن قدوم خليفة حفتر وفايز السراج اليوم إلى موسكو، وأكدت في المقابل قدوم حفتر فقط.
وسبق أن أفادت وكالة «إنترفاكس»، أمس، بأن القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، سيصلان إلى موسكو اليوم السبت. ونقلت الوكالة عن ليف دينغوف، رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول التسوية الداخلية في ليبيا، التابعة لوزارة الخارجية الروسية ومجلس الدوما، قوله: «يصل غدا من طبرق إلى موسكو الجنرال خليفة حفتر، ومن طربلس رئيس وزراء الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، فايز السراج».
وأوضح دينغوف أن حفتر والسراج سيبحثان، خلال اجتماعاتهما مع مسؤولين روس، «مسائل المصالحة بين الطرفين المتنازعين»، إضافة إلى مواضيع «الأمن القومي ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي حاولت التسلل إلى ليبيا، ومسألة اللاجئين الذين يصلون أوروبا وآسيا عبر ليبيا».