درس في الهندسة؟؟؟
الأربعاء, 23 أبريل 2014 17:22

البشير عبد الرزاقبين النظام ومنسقية المعارضة حكاية تنافر غريبة، تشبه إلى درجة الاستفزاز، تلك المسلمة الهندسية الساذجة، التي كنا نقرؤها بانبهار طلاب المرحلة الإعدادية، والقائلة بأن كل مستقيمين متوازين لا يمكن أن يلتقيا أبدا.

فكلما حطت منسقية المعارضة رحالها على ضفة ما، ضرب النظام خيامه على الضفة المقابلة، وكلما سلك النظام طريقا يلتمس فيه شيئا من حوار، إذا بالمنسقية تصر على أن ما جاء به مجرد جسد له خوار، وكأن الخصومة الدائمة باتت قدر الفريقين الذي لا مفر منه.

ورغم أن السياسة تمقت اقليدس وطاليس وأرخميدس، ومن هم على شاكلتهم من علماء الهندسة الحالمين، ولا تعترف إلا بالخطوط الملتوية والمتعرجة والنازلة والهابطة، إلا أن النظام والمنسقية مصران على ما يبدو على أن يشذا عن هذه القاعدة، وأن يظلا وفيين لذكرى تلك النظرية.

ومع بداية الحوار الحالي حبسنا أنفاسنا، وقلنا إن حظنا العاثر مع تلك المسلمة الهندسية الفجة سينتهي أخيرا، وأن الذين اتفقوا على ألا يتفقوا سيتفقون أخيرا، لكن تلك المستقيمات التي نقصت عليها حياتنا، ما لبثت أن عادت إلى كل عاداتها القديمة والتعيسة، وإذا بها تصبح أكثر توازيا وأكثر خصومة بل وأكثر استقامة، في وطن لا يكاد يستقيم فيه شيء. تسقط الهندسة...وأيام الهندسة...ودروس الهندسة.

يا لطيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف.

 

------------------------

من صفحة الأستاذ البشير عبد الرزاق على الفيس بوك

فيديو

البحث