أكراج ولد عبد العزيز / الاستاذ محمد محمود ولد شياخ |
الأحد, 08 ديسمبر 2013 10:47 |
يتعود الميكانيكي في بداية مهنته علي الضجيج ويتابع دروسا خاصة في الازعاج والصخب وحمل الاثقال و ويختلط بياضه بسواده بفعل الزيوت و السوائل الأخري التي يعيش معها بفعل مهنته ، ويدرك خلال ممارسته لهذه المهنته التي تتطلب ذكاء و خبرة الفرق بين اللوالب والمضخات والحقن وأعمدة الحدبات و أِشياء أخري من دونها لن يستطيع المحرك العمل . ومن فضل الله أنه انعم علي موريتانيا برئيس ميكانيكي لن تتوقف وهو يقودها بل ستواصل سيرها حتي ولوكانت عرجاء او كسيحة أو من دون عجلات ، لكن المشكلة التي قد يتعرض لها السيد الميكانيكي الرئيس هو جرأته علي استبدال الأجهزة والمحركات لأنه قد تمرن علي السياقة ومن دون تشغيل المصابيح وبالتالي فإن الدولة التي تحظي بقيادته ستدهس في طريقها كل من هب ودب ومن دون تمييز كما أنه قد يحرك جسمها المنهك الي الوراء وهي سياقة قديمة قد تعودها لكنها لن تضر به كسائق بقدر ما ستحطم صورة وشكل السفينة و ستقضي علي حياة ركابها من البؤساء والتعساء الذي أجبروا علي التعلق علي أذيال سفينة يقودها ميكانيكي مهووس ومولع بالمغامرة السنوات الأخيرة أثبتت أن ولد عبد العزيز تعب من الضجيج ولم يعد قادرا كما في السابق علي سماع أصوات الحديد المتآكل والعجلات المقعره وهي تئن علي الطريق كما تعب من استنشاق الأدخنة المتصادعة من المحرك المنتهي الصلاحية ، ولذلك اختار ان يقضي بقية ايامه في أكراج بين السماء والارض يتمتع بركوب الطائرات ورؤية المضيفات والسهر بعيدا عن حردة الاوطان التي فرض نفسه عليها ، أحدهم اسر لي أن ولد عبد العزيز الآن يقوم بدورة تدريبية في مكانيكا الطائرات حتي يجد وظيفة بعد مغادرته القصر تتلاءم مع تخصصه وهذا ماجعله يواصل رحلاته المكوكية التي لم يبق منها سوي الصعود الي الشمس بعد عودته الأخيرة من المريخ …. في مجلس الوزراء كان يقضي دقائق طويلة ومن دون ان ينتبه الي الحضور وهو يتحدث في الهاتف عن : الجرارات وعن العجلات الاضافية وفيلبركان و أمورتسرات و بوجيات و بوديهات معتقدا أنه في ورشته الخاصة ولم يكن الوزراء الملصقين علي المقاعد أن ينبهوا فخامته علي أنه في اجتماع خوفا من أن يضرب أحدهم برافعة العجلات الملازمة ، البعض مل و غادر الوزراة غير أسف علي ايامه التي قضاها ك صغير في مرآب ولد عبد العزيز والبقية مازالت راضية بنعيم الزيت وديزل في كنف الميكانيكي الدكتاتور |