كابوس سعودي إسمه “صمود” بشار الأسد |
الأحد, 22 ديسمبر 2013 10:43 |
أهم ما يميز التحولات الأخيرة في شكل التسوية السياسية في سوريا يرتبط في شكل وترتيبات و محتوى مؤتمر جنيف “2″. المهمة التي قادتها موسكو بحرفية سياسية عالية استطاعت تحقيق الهدف الاستراتيجي الروسي المتمثل بتوسيع دائرة الحل السياسي في سوريا و ربطها بالمصالح الدولية. هذا يعني أن “جنيف 2″ لم يعد مؤتمراً يرتبط فقط بمعطيات الحل السياسي في سوريا بل يؤسس لمرحلة اعادة ترتيب ملفات المنطقة ومشاكلها العالقة. لهذا سعت موسكو لانتزاع الحل السياسي عبر بوابة أممية أوسع معبر بوابة مكافحة الارهاب و الذي يعني ضمناً انخراط الدول الكبرى ضمن هذا المشروع. اهم ما يميز هذه الخطوة هو التأسيس لبلورة حالة الشراكة الأمريكية الروسية التي تمهد لمرحلة وقف العنف في سوريا و التي ستقود ضمناً الى المرحلة اللاحقة المرتبطة بالخطوات العملية لخارطة الحل السياسي في سوريا. كل المعلومات القادمة من أروقة الادارة الأمريكية في جنيف تشير الى تعثر أمريكي حقيقي في ايجاد صيغة توافقية قابلة للحياة لشكل المعارضة السورية ذات المرجعية الأمريكية, بالرغم أن السفير فورد لم يوفر جهداً للوصول الى هذا الهدف. حيث تؤكد بعض المصادر الدبلوماسية أن الأمر وصل بالسفير فورد لتوجيه طلب صريح لإطراف المعارضة السورية التابعة لواشنطن بضرورة تشكيل وفد من 12 عشر عضواً, يتم تقسيمه وفقاً للتالي: ممثلين اثنين عن المعارضة الداخلية و اثنين عن المعارضة الخارجية, كذلك ممثلين اثنين أيضاً عن الفصائل المسلحة, و ممثل واحد عن العلويين و آخر عن الأكراد و أربعة ممثلين عن المجتمع المدني السوري. من هنا كان من الطبيعي ان تسعى الولايات المتحدة لتعويض فشلها في ايجاد تركيبة من المعارضة عبر تعطيل فرض الرؤية الروسية لطبيعة المشاركين و خصوصاً ايران. بالرغم من أن مسألة مشاركة ايران هي شرط ضروري يدركه الجميع بما فيهم الولايات المتحدة, حيث لا يمكن انجاح “جنيف 2″ او مجمل ملفات التسوية دون حضور ايراني. على صعيد آخر, يتشكل محور رافض لهذه التسويات و عاتب على حليفه الأكبر أميركا. تركي الفيصل جسد أثناء مؤتمر السياسة العالمية في موناكو شعور القلق المشترك لدى هذا المحور المتشكل من أطراف محدودة. ايران تشكل العامل المشترك الأكبر لالتقاء الطرفين السعودي و الاسرائيلي, بينما يظهر انطلاق الحل السياسي في سوريا على أنه عامل التوحيد الثاني, حيث يرى الفريق الحاكم في السعودية حالياً في صمود النظام في سوريا كابوساً حقيقياً لا يمكن التعايش معه. المهم أن تجليات هذا الرفض و السعي لتعطيل قطار الحل بدأت بالخروج من الحدود الجغرافية السورية, فكثير من التجليات تظهر اليوم بشكل واضح في محطة لبنان. بناءً على كثير من المعطيات, تشير القراءة المنطقية لان توسيع جبهة لبنان تظهر اليوم على انها مصلحة سعودية اسرائيلية, ضمن هذه المعادلة الجديدة يقع حزب الله مجدداً كنقطة الاستهداف التي تلتقي فيها هذه المصالح. رغبة تعطيل التسوية و اتساع دائرة الأزمة السورية باتجاه لبنان قد تؤسس لمرحلة معقدة مستقبلاً تهدف مبدئيا لتوريط حزب الله داخليا و اقتناص اللحظة المناسبة لإفشال مشاريع التسوية التي لا يوافق عليها الطرفان الاسرائيلي و السعودي سواء في رؤية الحل في سوريا او الرؤية الأمريكية للحل العملي للقضية الفلسطينية, لهذا قد تكون المنطقة على موعد مع حدث يشتت نظر العالم و يؤجل فكرة اطلاق صافرة بدء التسوية. د.عامر السبايلة http://amersabaileh.blogspot.com |