القصيرة والطويلة من النساء |
الجمعة, 04 أبريل 2014 01:27 |
يقول العلامة الشيخ آبه ولد اخطور من رحلة حجه : "ثم في مدة إقامتنا (بالنعمة)، قدم علينا أديب ... وأكثر من سؤالنا عن أيام العرب وأشعارها، وملح الأدباء ونوادرهم، ومما وقع السؤال عنه في أثناء المذاكرة، ثناء أدباء الشعراء على قصار النساء، كقول الشاعر : من كان حربا للنساء == فإنني سلم لهنه فإذا عثرن دعونن == يوإذا عثرت دعوتهنه وإذا برزن لمحفل == فقصارهن ملاحهنه
مع أن القصر جدا وصف مذموم، كما يدل عليه قول كعب بن زهير: (لا يشتكى قصر منها ولا طول) . ومعلوم أن كمال القامة واعتدال القد، وصف محمود فيهن، ومما يدل على ذلك قول عمرو بن كلثوم التغلبي :
وساريتي بلنط أو رخام == يرن خشخاش حليهما رنينا
فكان جوابنا عن المسألة أن قلنا له : إن القصر الذي يستحسنه الشعراء من النساء، ليس هو القصر الذي هو ضد الطول، بل هو القصر في الخيام، فالقصار عندهم هن المقصورات في الخيام، العاملات، يقول تعالى : (وقرن في بيوتكن)-33 الأحزاب . وهو معنى معقول، لأن الصيانة تصون ماء الملاحة ومعناها، والابتذال يذهب ذلك كله، وقد بين كُثيّر في شعره حل هذا الإشكال، حيث قال :
وأنت التي حببت كل قصيرة == إلي وما تدري بذاك القصائر عنيت قصيرات الحجال ولم أرد == قصار الخطا شر النساء البحاتر
والبحتر : القصير، المجتمع الخلق، فالخراجة، الولاجة لا ملاحة لها أبدا، وهي مذمومة عندهم، ولذلك لما سمع بعض الأدباء صاحبه، يستحسن قول الأعشى ميمون بن قيس :
غراء فرعاء مصقول عوارضها == تمشي الهوينى كما يمشي الوجى الوجل كأن مشيتها من بيت جارتها == مر السحابة لا ريث ولا عجل يكاد يصرفها لولا تشددها == إذا تقوم إلى جاراتها الكسل ليست كمن يكره الجيران طلعتها == ولا تراها لسر الجار تختتل
قال له : قاتلك الله، تستحسن غير الحسن، هذه خراجة، ولاجة، لا خير فيها، فهي مذمومة، فهلا قال كما قال الآخر، وهو قيس بن الأسلت :
وتكسل عن جاراتها فيزرنها ==وتعتل من إتيانهن فتعذر"
من كتابنا (نقد الشعر الفصيح عند الشناقطة ) - ص 410 ------------------------------ من صفحة الأستاذ الشيخ سيد عبد الله على الفيس بوك |