الإسلام يخترق الدبلوماسية الأمريكية/ د. عامر الهوشان |
الجمعة, 07 فبراير 2014 01:58 |
رغم الحرص الشديد من الولايات المتحدة الأمريكية وأمثالها من الدول المعادية للإسلام في العالم على عدم تعيين أحد دبلوماسييها أو ممثليها بسفاراتها بالخارج إلا من الدائرة الضيقة جدًا، إلا أنَّ ذلك لا يعني استحالة اختراق هذا الطوق، وإمكانية تأثر بعض هؤلاء بمبادئ الإسلام وقيمه الأخلاقية والتشريعية، الأمر الذي يجعل بعضهم يعتنق الإسلام علانية أو بالخفاء. فقد ذكرت تقارير صحافية سودانية أن إعفاء واشنطن للقائم بأعمال السفارة الأمريكية في السودان السفير "جوزيف ستافورد" عن مهامه الدبلوماسية بالعاصمة الخرطوم، وإيقافه عن العمل فورًا بصورة مفاجئة اليوم جاء نتيجة لاعتناقه الإسلام. وذكرت صحيفة "سودان سفاري" الإلكترونية أن المتحدث باسم السفارة الأمريكية قال: إنَّ القائم بأعمال السفارة بالسودان قد تقدم باستقالته لأسباب شخصية وأسرية، حيث إنه طلب في استقالته إعفاءه من كل مهامه الدبلوماسية بالخارجية الأمريكية، وذلك بغرض التفرغ لحياته الخاصة، في الوقت الذي أشارت فيه التقارير الصحافية إلى أن السفير ستافورد قد اعتنق الإسلام. وليس هذا الخبر -إن صدق- بمستغرب ولا مفاجئ، إذ استطاع الإسلام عبر التاريخ اختراق الكثير من قلوب وعقول الشخصيات المهمة سياسيًا وعلميًا ودينيًا، من مختلف الأديان والمذاهب والتيارات الأخرى، ومازال وسيبقى كذلك لكونه الدين الحق الذي اختاره الله تعالى لهداية البشر وصلاحهم في المعاش والمعاد. ألم يستقطب الإسلام الطفيل بن عمرو الدوسي إليه -وكان سيد دوس وشريف من أشراف العرب المرموقين- رغم الطوق الذي ضربته قريش للحؤول بينه وبين الاستماع لمحمد صلى الله عليه وسلم، حتى ذكر ابن إسحاق قول قريش له: "يا طفيل، إنك قدمت بلادنا فهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحرة يفرق بين المرء وبين أبيه وبين الرجل وأخيه وبين الرجل وزوجته، وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمه ولا تسمع منه، قال: فو الله ما زالوا بي حتى أجمعت على أن لا أسمع منه شيئًا ولا أكلمه حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفًا من أن يبلغني من قوله وأنا لا أريد أن أسمعه". ألم يدخل في الإسلام بركة خان -حفيد جنكيز خان الذي اجتاح العالم الإسلامي بجيوشه من قبل- رغم عدم تخيل أحد أن يخترق الإسلام صفوف التتار والمغول، وكان سبب إسلامه عام 650 هجرية 1266م التقاؤه بعالم مسلم في مدينة بخارى اسمه "نجم الدين مختار الزاهدي"، حيث شرح له تعاليم الإسلام وفساد عقيدة التتار من خلال رسالة ألفها لهذا الغرض. والعصر الحديث يعج بالأمثلة الكثيرة عن قصص اعتناق مئات وآلاف الشخصيات المهمة للإسلام، فمن السياسيين "جاك إيليس" عمدة مدينة ماكون بولاية فرجينيا، و"توركواتو كارديلي" السفير الإيطالي لدى المملكة العربية السعودية، و"جاري ميلر" السياسي الأمريكي والعضو بالكونغرس عن الحزب الجمهوري، و"مراد هوفمان" السفير الألماني السابق لدى المغرب. ومن رجال الدين "عبد الأحد داود" مؤلف كتاب "محمد في الكتاب المقدس" بعد أن كان قسيسًا كاثوليكيًا، و"فردريك دولامارك" كبير أساقفة جوهانسبرج، و"خالد ميلاسنتوس" الحاصل على الدكتوراه في اللاهوت والرجل الثالث في مجمع الكنائس قارة آسيا. ومن العلماء البارزين "جيفري لانج" بروفسور رياضيات وأستاذ جامعي بجامعة كنساس، و"موريس بكاي" الطبيب الفرنسي، و"جولاجر مانيوس" عالم مجري أسلم وسمى نفسه عبد الكريم جرمانيوس، وغيرهم كثير من المفكرين والفنانين والرياضيين... لقد كان من الطبيعي بعد إعفاء القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالسودان المفاجئ نتيجة تسريب خبر إسلامه أن يرفض أحد الدبلوماسيين الأمريكيين بالسفارة الأمريكية بالخرطوم التعليق على هذا الخبر بالتأكيد أو النفي، مكتفيًا بالقول: "إنَّ كل مواطن أمريكي له أن يعتنق الديانة التي يرغب فيها، وليس هناك قانون يمنعه من ذلك، مؤكدًا على أن السفير تقدّم باستقالته لأسباب شخصية" فهي السياسة الأمريكية الكاذبة والمخادعة، التي تظهر الديمقراطية والحرية في اعتناق الدين الذي يقتنع به الأمريكي، ولكنها في الحقيقة تخفي العداء للإسلام ولكل أمريكي يترك النصرانية أو اليهودية ويعتنق الإسلام، فكيف إذا كان سفيرها في دولة عربية ؟! ولذلك لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية أي تصريح لنفي أو تأكيد خبر إسلام السفير جوزيف ستافورد، ضمن سياسة تجاهل الحدث -رغم أهميته– حتى لا يأخذ ضجة إعلامية تنعكس سلبًا على ساسة أمريكا، واكتفت الحكومة الأمريكية بتكليف الدبلوماسي "كريستوفر هوروان" ليقوم بتصريف أعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم لحين تعيين سفير آخر. وعن حيثيات إسلام "جوزيف ستافورد" ذكرت بعض المصادر أنه منذ قدومه إلى السودان لمباشرة مهامه الدبلوماسية، أقام الأخير علاقات وطيدة وممتدة في أوساط المجتمع السوداني، وقد سجل زيارات متكررة لعدد من مقار الجماعات الإسلامية كجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، وأنشأ من خلال هذه الزيارات صداقات مع عدد منهم، الأمر الذي فتح الباب أمام التأويل والإفتراضات حول إعتناقه للإسلام. وأيًا كانت مصداقية صحة هذا الخبر من عدمه فإنه يلقي الضوء على أهمية الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويذكر الدعاة والعلماء بأثر ذلك في دخول الناس في دين الله أفواجا، وكيف فتح الإسلام بهذه الطريقة بلاد شرق آسيا دون أن يحتاج إلا إلى القدوة الحسنة والتطبيق العملي الفعلي للإسلام. فهل يعكس المسلمون اليوم بأفعالهم صورة الإسلام الصحيحة التي تدفع الشرق والغرب لاعتناق الإسلام ؟ مصدر المقال: موقع المسلم ملاحظة: الصورة للسفير الأمريكى في السودان جوزيف ستافورد |