الانتخابات الرئاسية ..آخر الفرص/ لمهابه ولد بلاّل |
الاثنين, 31 مارس 2014 12:48 |
ليس من باب التشاؤم العنوان بل الحقيقة والحرص كأي مواطن عادي يتنفس هواء هذه الأرض يلتحف سماءها ويحدوه الأمل بإقامة دولة القانون والمؤسسات والتنمية الحقة والعدل والانصاف ، ومن جيل عاش في كنف هذه الدولة درس في مدارسها ومنح على حسابها ولم يعرف غيرها مصدرا للدخل ؛ انه احساس وطني وأخلاقي ان نعبر عما يختلج في نفوسنا من قلق ازاء مصيرنا جميعا كشعب وكهيكل دولة قابلة للتطور والتحسن استمرت منذ قرابة 50 عاما تتعثر الخطى هل سألنا أنفسنا متى سنظل نتعثر ونتمادى غير مبالين وهل كل مرة تسلم الجرة كما يقول المثل العربي ؟ لقد تعرض المجتمع الموريتاني لهزات عنيفة خلال تاريخه على هذه الارض استطاع ان يتكيف معها ويتجاوزها سواء كانت اجتماعية أواقصادية فالأزمة الاقتصادية العالمية 1929 التي يطلق عليها محليا (عام العرية) تركت الكثيرين بلا ثياب حفاة عراة لكن المجتمع ظل يصبر ويقاوم الظروف ويتعاضد حتى خرج منها ؛ وخاض حروبا قبلية وأهلية مدة قرون وحتى توترات عرقية ( 1989 مثلا) لكن تظل الأخطر هي الأزمات السياسية والصراع على السلطة والعجز عن التناوب عليها وقبول التناوب والتضحية لقبوله ، والتصدع في القمة لأن القاعدة لديها حواضن وروافد دينية و تقاليد وأعراف لا تخلو من الحكمة والقيم كالقبائل والشرائح والعلاقات التاريخية الاجتماعية التي تستيقظ في الوقت المناسب لتعيد المد الى جزر بل وحتى الى سكون لكن القمة ان أعمتها المصالح الضيقة لاقبيلة لها ولا شريحة ولاعرق ولاروافد منطقية تخفف التوتر ان لم تتحلى بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية الجامحة قد تقود البلاد الى تفكك حقيقي سريع تحت لهيب الاطماع والأوهام والسراب>
لقد شكلت الانتخابات والانقلابات وجهان لعملة واحدة في تفكيك الدول النامية وخاصة الافريقية خلال العقود الماضية ولعل من الغرائب ان الانتخابات وخاصة الرئاسية ظلت بمثابة محرض ليقظة الكثير من الامراض ـ ان لم تحظى بالحد الأدنى من الوفاق والتشاور ـ وتسببت في كثير من الاضطرابات في كثير من الدول الافريقية لا تزال تدفع ثمنها كلما خف الحريق أو ظنت فرق الاطفاء المحلية والدولية انه خف اندلع في زاوية فعاشت في دوامة المأساة وسلب الارادة وتحطيم الأجيال و ترهل واحباط النفسية الجمعوية بعيدا عن الكلمات الرنانة والاسهاب في الشرح والتمحيص> لقد نضجت أزمتنا السياسية وبان في الأفق عوامل عديدة مقلقة تثبت ان المجتمع والدولة لم يعودا بمعزل عن أسباب التفكك والخراب لاقدر الله والانتخابات القادمة الرئاسية فرصة حقيقة مفتوحة على كل الأبواب فاما ان يرتقي الجسم السياسي الموريتاني ويتبنه من أحلامه وصراعاته ومزاجه وعناده ويقدم على خطوة توافقية تنهي هذه الازمة الى غير رجعة وتبعد شبح الخطر؛ أو يتمادى في غيه وضلاله وخلافاته وصراعاته أملا في تحقيق انجازات وهمية حتى تندلع النيران من كل جانب ويحدث المكروه وتستيقظ كل الامراض العرقية والجهوية والقبلية و الولاءات الدفينة العابرة للحدود و الاطماع الاجنبية ونجد انفسنا امام أزمة حقيقية ويتدخل المتدخلون ويعلن عن انتهاء حلم الدولة الموريتانية لاقدر الله .. . م . لمهابه ولد بلاّل |