استحقاقات ما بعد المسيرة/ محمد محفوظ المختار- ناشط سياسي |
الخميس, 05 يونيو 2014 22:29 |
يوم أمس الأربعاء 04 يونيو 2014 كان يوما مشهودا من أيام النضال الوطني في موريتانيا، يوم التحمت فيه القوى العمالية والنقابية بالقوى السياسية في ظل احتضان شعبي قل نظيره وعز شبيهه، يوم قرر فيه الشعب الموريتاني أن يتنكب طريق النظام وأن يكون في خانة الرافضين للتلاعب بمصيره وثورته وسمعته، يوم ثأر فيه الشعب من المتهافتين على النظام في أيام عزه والسائرين في فلكه وقت سطوته والسالكين سبيله حين نفوذه الذين لن يصرفوا دقيقة من التباكي عليه بعد أفوله، قرر أن يثور على تلك القوى التي أرادت أن تطيل أمد تكسبها به والذي استمر على مدى أكثر من ستون عاما مضت هي عمر الدولة الموريتانية وتحاول أن تزيد. الشعب الموريتاني رأى أن الحكومة الحالية عاجزة عن تقديم المفيد عبر تسخير ما أتيح من إمكانيات وتوظيفها في ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، لذلك قرر التخلي عنها حين لم تقدم له أي إنجاز خلال السنوات السبع الماضية خاصة على الصعيدين التعليمي والصحي. فهي لم تقدم على بناء أو تدشين مركز صحي ولا مستوصف ولا مستشفى من خزينة الدولة في طول البلاد وعرضها، ولم تقدم على تشييد أي صرح تعليمي من نفس المصدر خلال مأمورية الرئيس التي أنقضت . الشعب الموريتاني أصابه الممل بل أصابته خيبة الرجاء في رئيس وعده بالقضاء على الفقر وتقريب الخدمات من المواطنين عبر تسهيل ولوج المواطنين إلى الإدارة، كما نبذ من يمارس سياسة الخداع الاستراتيجي عبر انتهاج سبيل الوعد بالنوال. ذلك الوعد الذي لم يتحقق حتى يوم 04 يونيو2014. الشعب الموريتاني رأى سياسة التنويم المغناطيسي تمارس عليه عين اليقين فأرجع البصر كرتين محاولا - بعد استفاقته - أن يفكر ويستجمع ما تيسر من إمكانيات التقييم، لكي يتخذ قراره على بصيرة ويبني حكمه على أسس من التبصر تجعل المشكك في حيثياته يطأطئ رأسه وهو حسير كسير، بفعل قوة الحجة وصمودها أمام نزوات المطبلين ممن قرروا أن يتصامموا عن دعوة الحق التي تبدوا كالشمس في رابعة النهار. الشعب بحماس شبابه وتضحية نساءه وحكمة شيوخه قرر إضفاء الشرعية على نشاط المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة يوم أمس الأربعاء 04 /06/2014 ملبيا الدعوة التي وجهت له لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمعة في 21 يونيو2014 ومؤكدا بحضوره المكثف ثقته الكاملة بالمنتدى وقيادته. مسلما إياها مفاتيح أموره، تاركا لها حرية التصرف الهادف إلى وقف الحكومة الحالية وكنس أفعالها إلى مزبلة النفايات. هذا الحمل الثقيل يجعل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة أمام تحد كبير فهو اليوم يمتلك تفويضا شعبيا هادرا، يفرض عليه أن يكون على قدر المسؤولية وأن يسخر كل الإمكانيات المتاحة من أجل أن يوقف هذه المهزلة الانتخابية التي خرج الشعب رفضا واستنكارا لها. المنتدى اليوم مطالبا بجعل التفويض نصب عينيه وهو يحث الخطى نحو إزاحة هذا النظام بما يراه مناسبا من وسائل. وبالتالي فنرجو أن يكون للمنتدى من القوة والقدرة ما يجعله على قدر المسؤولية.. نتمنى أن يكون المنتدى بحجم التحدي، فيوم الأربعاء 4 يونيو يوم فتح فيه التاريخ أبوابه للخالدين .. فهل من داخلين؟؟ .. التاريخ يسجل والشعب ينتظر ونحن معه من المنتظرين. |