من كيهيدي بدأت الحملة/ سيد محمد ولد جعفر
الجمعة, 06 يونيو 2014 22:55

altكيهيدي مدينة رُسخ في الأذهان أنها  مدينة متوترة  سياسيا مغاضبة انتخابيا، شحيحة هي الأصوات التي تمنحها لغير من ينكي الجراح، ويغرد خارج سرب لم الشمل،في آذان الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على سكانها الطيبين وقر، فلا يصغون إلى منطق عقل ولا وخز ضمير، كان سكان مدينة كيهيدي الجميلة، على موعد مع مضمد جراحها

ومعيد الابتسامة إلى شفاهها، فتداعى شبابها المتحمس والمتلهف لسماع كلمات مرشح الأمل ولم الشمل، محمد ولد عبد العزيز ، وتداعى شيوخها الحكماء الذين طالما نصحوا ، ووجهوا ، ووقفوا في وجه المغرضين،  كانوا زينة المنصة بوقارهم وثباتهم،سكان كيهيدي كانوا بحاجة إلى من يسمع أنين مرضاهم وآلام عجائزهم وطموح شبابهم، بحاجة إلى  من يعيد الأفراح إلى وجوه أطفالهم، والى من يُسمعهم أنهم جزء من هذا البلد يشتركون في أفراحه،  ويُمنحون ما يستحقون من خيراته دون منٍ من  أحد، وقف بينهم المرشح محمد ولد عبد العزيز دون أي أبهة للسلطة ، وبعفويته المعهودة وتواضعه اللافت ، ودون حماة غلاظ يحجبونه،خاطبهم مكسرا كل القيود التي تكبلهم،  والاسيجة التي كانت سدا مانعا ومنيعا يحول بينهم وبين ما يشتهون من وطن يسع الجميع، إنها المرة الأولى التي يشهد الجنوب فيها حدثا وطنيا بهذا الحجم والأهمية،  ويكون فيها محط أنظار الأمة جمعاء، نظرة عميقة كان ذلك الاختيار الذي أعاد الاعتبار والثقة لكل أجزاء موريتانيا الحلم الواعد، الذي تتساوى فيه المدن والأرياف والأعراق والشرائح.

إنها المرة الأولى التي تتلاقى موريتانيا المصالحة،  تكلم المرشح –العزيز – وكان العنصر الأبرز غير المسبوق في هذا الحدث  أن الكل خُوطب بلسان قومه، خطوة ضربت في الصميم ، بها برزت أهمية لغاتنا المحلية، فانكشف غطاء زيف مقولة قصور لهجاتنا عن التوصيل والتواصل ، وسقطت أقنعة دعاية اللغة الجامعة ،إنها موريتانيا العميقة المتكلمة بألسن وحدتها وتراثها وتاريخها.

 بلسان محلي عريق ومعبر تحدث المرشح عما تم  انجازه فعلا في وطن لم تعرف البنى التحتية اهتماما من قبل ،إلى عهد قريب كانت شوارع العاصمة بلا إنارة ولا أشارت مرور في الأغلب الأعم ، أنجزت مع العهد الجديد معاهد تكوينية نافعة وناجعة في خلق فرص كانت شحيحة ومحتكرة من طرف أجانب ، وتحدث المرشح عن مشافي خففت من وطأة لألم، وساعدت أصحاب الدخول المنخفضة على الادخار، واختصرت زمن المعاناة ،إنها نقاط علاجية مزجر الكلب من كل تجمع سكاني، وطرق قهرت المسالك الصعاب، وذللت الهضاب، وأزالت الكثبان الزاحفة، وتلك الواجفة للمسافر، وقربت المسافات، مشاريع واعدة قيد الإنجاز قطعت أشواطا بلا منٍ من أي بلد له شروطه واشتراطاته التي تصل حد العبث بالسيادة الوطنية، عن طريقها كانوا في السابق يملون علينا كم جرعة دواء مسموح لنا بسعطها،وكم رغيف يأكل الضعيف العاجز في اليوم، وكيف يبدد الممالئ معهم  لتمرير تلك المنح ثروة كاملة على موائده، لا منح من أحد لموريتانيا في ما أنجز يقول المرشح  بل بقدرات ومقدرات موريتانية.  

 

الوعد الصادق

 قبل خمس سنوات حطت طائرة المرشح الحالي محمد ولد عبد العزيز بمدينة كيهيدي ، يومها كان سماء  المدينة ملبدا بغيوم من الحزن  والغضب،  ومخزون من الذكريات الأليمة، حيث لم تعرف الابتسامات طرقا إلى الكثير من الشفاه، ما إن لامست أقدامه  في ذلك اليوم المفصلي من تاريخ البلد أديم تلك المدينة ، حتى اصطف الجميع في مشهد لافت ، وبقلوب خاشعة أقيمت صلاة الغائب على كل ضحايا العنف السياسي في بلد كان أكثر متفائليه يعتقدون أن الجراح تحتاج  دهار

\طج ير كي تندمل، لكن الوعد الصادق نبه الجميع أن ما يرونه بعيدا قد أصبح حقيقة ، فقط كان يحتاج  إرادة سياسية مقتنعة بأن الوطن للجميع ، ويسع الجميع وأن الاعتراف بالأخطاء  هو أنجع وسيلة لتضميد الجراح،مسحت تلك الخطوة الواعدة دموع الأطفال، وأعادت الابتسامة إلى شفاه ثكالى وأرامل كيهيدي، وولاتة، واطار والمذرزرة و ازويرات ، وكل بيت أدمت سياط العنف السياسي ظهور احد أبنائه، وما أكثرهم قبل هذا العهد، فتحت تلك الخطوة الجريئة التي كان الوطن يحتاجها -بل بدونها يظل منقسما ولقمة صائغة لأفكار صيادي المياه العكرة المهددة لوحدته المعيقة لتنميته- ، لأمل الذي تحقق، وأكدت بتلك النظرة العميقة أن عهدا جديدا شعاره موريتانيا الأعماق، موريتانيا متصالحة مع نفسها وتاريخها قد بدأت تباشيره، من كيهيدي قبل خمس سنين رُسخت  الطمأنينة في نفوس كانت يائسة من منصف أو حتى مستمع إلى أحزانها، وأقنعت آخرين بأن عصر البناء قد بدأت مزنه الكثيفة تجلل سماء وطن لم يعهد سوى عواصف أيدٍ مفسدة تقتلع الأشجاره  وتغيض الأنهار حتى أصبح بلاقع، وسفن تمخر عباب محيطه  محملة بدرر ثمينة مدرة أرباحا على  أمراء فساد لم يبقوا لنا من ذلك المخزون الهائل  ما يشبع بطونا غرثى لشعب مقلوب على أمره .

 تباشير  الوعد الصادق يقول لسان حاله إن عهود التنكيل والتهميش قد ولت،، وأن  كيهيدي وتيرس وولاتة وغيرهم سواء في الإنصاف، سواء في العيش الكريم والتنمية في بلد يحتاج فقط من يصارح المفسد والطاغي بان لا مكان له بين ظهران شعب أذاقه الذل والفقر،  ويصالح فئات شعب  أرغمت قبله على التنافر كارهة وليس لها بخلق، بلد كان يحتاج فقط من يعض على يد الظالم والمفسد، والعابث بثروته، والمتلاعب بوحدته.

 

 

هاهي كيهيدي تلبس كل قشيب مستبشرة بطلعة الحر الذي أنجز ما وعد ، الابتسامات على كل الشفاه، وضحكات الأطفال تشنف الآذان بعفوية وبراءة، مرددين عزيز -على أفئدة الكهول- منقوش على ألسنة الأطفال من خلال ما حُدثوا عنه من انجاز عملاق تم في مدينتهم، وفي ولايتهم ، وفي بقية وطنهم خلال خمس سنوات تلت تلك المحطة الخالدة والصادقة والمعبرة فعلا عما يحتاجه الوطن، كيهيدي كغيرها من مدننا   التي ستلامس أقدامه أديمها ، وستتجلل كلها بزينة لم تعهدها في دهورها الغابرة بشكل عفوي ،غير مفتعل في الاستقبال والاستماع لكلماته الموجزة المعبرة عما يخالج المواطن من هموم يعي مدى استجابته لتلبيتها، لمعرفته  بوعده الصادق في الانجاز.   

 

فيديو 28 نوفمبر

البحث