من عجائب غزة ..المسيحيون يدعمون .. والمسلمون!!/سيدي محمد بن جعفر |
الجمعة, 01 أغسطس 2014 19:54 |
في كل يوم درس تسطره غزة على صفحات تاريخ البشرية، في كل يوم رغم المصاب الجلل لا ترى لثكالى غزة أيدٍ ممدودة مستشفعات نوال أحد، في كل يوم أيامي غزة الطاهرات المرابطات متلفعات بخمرهن لا يسألن لِحافاً، في غزة دروس وعبر لا تحصى فقد ألف أهلها المحن حتى أصبحن مشفقات من بسالة الغزيات. من عجائب غزة الكثيرة أن داعميها بجلاء وعلى رؤوس الأشهاد بالمال والجاه وكل المتاح هم المسيحيون في بلاد الغرب الذي لا يبخل ولاة أمره على الغزيين بالشتائم ،وتحميلهم أوزار حرب هم من دقوا عطر منشمها، وهم من منحوا القتلة ما لا يحتاجون، وما لا يطلبون من وسائل إبادة شعب معزول عن البشرية، وحدهم مسيحيو تلك البلاد شمروا عن السواعد فأرغموا إعلامهم المملوك لجلادي غزة بأن يغير من ألحان معزوفاته الكاذبة المقلبة للحقائق ، أرغموهم على أن يقولوها ولو على استحياء بأن أهل غزة بشر من لحم ودم، وأن ما يتعرضون له يشفق منه نيرون وهولاكا ، لا يماثله بشاعة سوى جرائم بسر بن أبي أرطأة، وسمرة بن جندب، والحجاج بن يوسف، أرغموا على القول أن بغزة خُدجاً ورضعاً، وشيوخا وعجائز تدق بيوت صفيهم المتهالك بأحدث وسائل ابتكارات عقول أعداء البشرية من أجهزة الموت بالمجان. من عجائب غزة أن شاهدنا ونحن الغافلون الواضعون القرءان وراء ظهورنا منذ فجر تاريخنا أن شاهدنا بعض إعجازه في مودة المسيحيين لأهل غزة المسلمين[ ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ] لم يستكبروا عند ما استبان لهم الحق فعرفوه، فملئوا الشوارع بالمظاهرات، غضابا يسبون ويشتمون ويتوعدون ولاة أمورهم بأن سيصفعوهم بدفع الثمن في أول استحقاقات، لسان حال المتظاهرين يقول للساسة لن ينفعكم نفاقكم ومساندتكم للصهائنة وطمسكم للحقائق فنحن من يملك وسيلة إزاحتكم عن المشهد فقد سئمنا كذبكم ونصركم للظالم ، ما إن تحرك مسيحيو الغرب نصرة لأهل غزة المسلمة حتى تحركت البوصلة. في جنوب القارة الأمريكية حيث الإيمان المسيحي راسخ وعميق، بما يدعو له من المحبة وإنصاف المظلومين، تداعت دول بسحب سفرائها من كيان يمارس الإبادة ضد البشرية وبدؤوا يعدون لخطوات واعدة لحماية أهل غزة المحصورين والمحاصرون براً من المسلمين، لأرجنتين حيث توجد اكبر جالية يهودية في جنوب القارة ذهبت بعيدا في نصرتها لأهلنا المخذولين منا منعت على مواطنيها أن تكون لهم جنسية من الكيان الصهيوني! وحدهم المسلمون يتفرجون على نيران غزة ، لا أحد حرك ساكنا، ولو كانت فتنة بينية لاتوها وما تلبثوا عنها يسيرا، ولكانوا في طلائع رايتها بكل فئاتهم ، فلن يبخل نادي الإفتاء في زخرف القول من أجل أن تكون فتنة ويكون الدين لعبة بأيد من يدفع أكثر من الولاة، لم يشفع لغزة عند المهرج أردوغان بأنها تدار من طرف حماس الإخوانية، ولم يتذكرها القرضاوي بفتاويه التحريضة على الفتن البينية ، ولم يشفع لها عند من قدم نفسه بأنه خليفة جمال عبد الناصر أن الذين يقتلون في غزة عرب وأن حماس حتى لو أخطأت استراتجيا برهانها على الحصان الخاسر محمد مرسي فنصرها منسجم مع خط عبد الناصر الذي لم يخذلها يوما. ما لنا في موضوع غزة فئتين، ما لنا لا ندعو بالتمكين لمسحيي أوربا الذين ناصروا غزة ؟ ولشعوب وحكام دول أمريكيا الجنوبية المسيحيين بالتقدم الذي يمكنهم من توقيف العدو عنا؟ وأن نبتهل إلى الله بأن يصب "شئابيب" عذابه على الخاذل والمتمالئ منا نحن المسلمين مع قتلة الغزيين، وأن يلعنهم لعنا كثيراً ؟ وكأني بمفتون بأقوال علماء سنة المذاهب محتجا على لعن المعين بأقوال الغزالي وبن المنذر بمنع التعيين ، غير آبه بأن المشرع لعن معيين في أكثر من حديث ثابت وفق قواعد الانتقائيين ، وفي القرءان الكريم المهجور منا لعن المعينين. من عجائب غزة أن أول من يلبى نداء التبرع منا هم الذين لا يستطيعون حيلة،أصحاب البطون الغرثى ، والشفاه الشواحب، والأيدي المترعشة، ومن عجائب غزة الاستغلال السياسي الوقح لكل كلمة مواساة يتفوه بها خطيب طالما شنف لآذان وتظاهر بأنه ما يسعى من اجله أن يدك حصون العدو اليهودي وما إن يرى فرصة حتى يركن إلى الدعة والسكون منتظراً أي محنة غزية فيرعد ويزبد ويتوعد الخاذلين متلاعبا بعواطف المخلصين، وأنه يفديها بما ملكت يمنه، وما مسرحية دافوس ، ونكبة سفينة مرمرا منا ببعيدتين. ما لنا ندعو على اليهود والنصارى فلا يستجاب لنا؟ ما لنا ندعو على أعداء الدين فيستجاب فينا بالخذلان والهزائم والذل ؟ أي منا في لحظة صدق وتأمل في ثبات غزة يسأل نفسه ترى هل نحن هم أعداء دين الله؟ أوليس فينا من أوصاف أعداء الله في القرءان الكريم الشيء الكثير؟ أو ليست أحداث غزة أكبر دليل. |