صدقوني كل الأمور عادية..!
الثلاثاء, 03 ديسمبر 2013 12:08

altأقسم البعض أنها انتخابات غير عادية، ثم تبين بعد ذلك أنها كانت عادية، وأن أربع بطاقات تصويت مسألة عادية، وأن أربعة صناديق اقتراع حالة عادية، وأن عدم وجود محاضر وضعية عادية، وأن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، التي وعدونا بأنها ستكون هذه المرة غير

عادية، كانت هي الأخرى عادية. حتى المؤتمرات الصحفية التي عقدتها المعارضة المشاركة كانت عادية، و التهديدات التي أطلقتها تلك المعارضة، والتي أقسم البعض أنها غير عادية، تبين في الأخير أنها كانت عادية. خلاصة القول هي أننا في هذا البلد، نتوقع دائما أن تحدث أشياء غير عادية، لكننا في الأخير نفاجأ بأن كل الأمور عادية، ولا يمكن أن تكون إلا عادية، والأمثلة على ذلك كثيرة وعادية: ففي البدء كان حكم الحزب الواحد مسألة عادية، وبعد ذلك جاء مهرجان من الانقلابات فكان حالة عادية، ثم جربنا حظنا مع الديمقراطية، فتبين لنا أنها عادية. وحتى عندما جاءت الفترة الانتقالية الأولى وقلنا إنها غير عادية، سرعان ما أدركنا بعد ذلك أنها عادية، وأن ما تلاها كانت مجرد أحداث عادية، وأن الفترة الانتقالية الثانية كانت عادية، وأن كل الأشياء التي خيل إلينا لوهلة أنها غير عادية هي عادية. بالمختصر المفيد، نحن نعيش في وطن كل الأشياء فيه عادية، ومع أننا نحلم كل مساء، بأن نسائم الصباح التالي ستحمل معها أمورا غير عادية، إلا أننا ندرك جيدا، أن الحالة الغير عادية، هي أن تحدث في هذا البلد أمور غير عادية. اطمئنوا وناموا واحلموا، فكل الأمور عادية...يا لطـــــــــيف.

---------------

من صفحة الأستاذ البشير عبد الرزاق