ثــلاث كــوارث فــي مقــال الــولـد المســيء |
الجمعة, 03 يناير 2014 16:24 |
28 نوفمبر(تدوينة): في مقال الولد الذي قيل إنه ممسوس للأسف، ثلاث كوارث لعلها هي أخطر ما ورد فيه من لغو: - شبهة الردة بما قد يقتضى التصريح، إن أراد اتهام النبي صلى الله عليه وسلم، الصادق المصدوق المعصوم، في عدالته. وهي نفس التهمة التي وجهها إليه أبو خويصرة. وقد تجاهل الولد الممسوس كثيراً من الوقائع الهادمة لتخرصه السفيه. وتعامل مع أحداث التاريخ ووقائع السيرة المطهرة بأسلوب انتقائي أعوج متناقض ذاتياً حتى بمنطقه هو، أو بالأحرى لامنطقه الداخلي. -النبرة اليهودية، حيث أورد "مظلومية" يهودية حقيرة، كثيراً ما لفق تخاريفها بعض المستشرقين ذوي الخلفية الشخصية أو الثقافية الصهيونية. والغريب أن يهود فجر الإسلام لا ينكرون هم أنفسهم أنهم كانوا متآمرين على الدين الجديد، وعلى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. بل إن السم الذي كان -مع إرادة الله- سبباً في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان من تدبيرهم. وقصة استبطان المظلومية اليهودية، والعزف على أوتارها ظاهرة ملفتة حقاً في كتابات بعض منحرفي الحراك الحقوقي الموريتاني. فقبل سنوات قرأت شهادة لأحد الإخوة الزنوج ممن كانوا معتقلين في سجن ولاتــة أيام حكم الرئيس معاوية بن الطايع، وقد أدلى الرجل بشهادته أمام منظمات حقوقية أوروبية. وكانت شهادة بليغة فيها من المناورات الخطابية والأسلوبية الكثير... طبعاً كل ذلك بلغة فولتير... وهي على كل حال قصة أليمة ومؤثرة عما تعرض له صاحبها من تعذيب وإكراه وظروف لاإنسانية. وقد لفت نظري تركيزه في فقرات عديدة منها على إصرار جلاديه على وصفه بأنه «يهودي» وبأن هذا هو سبب تعذيبه وحرقه، محاولاً بمناسبة، وبغير مناسبة، استدرار عطف ذوي العيون الزرقاء الذين كانوا يستمعون إليه. ناسياً أو متناسياً أنهم هم أنفسهم من استنزف ثلث سكان القارة السمراء في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. وهم من استعمر القارة وسرقها. وهم من أنتج واستهلك النازية والفاشية. وهم من أحرق اليهود في أفران الهولوكوست. وبالنسبة للبعد «اليهودي» في مقال الولد المسيء وفي شهادة المناضل الأفريقي- الموريتاني، سأناقشه في تدوينة أخرى إن شاء الله. - محاولة الإيهام بأن هنالك فئة من المجتمع الموريتاني تمثل الإسلام، هي الزوايا. وبأن تلك الفئة هي المسؤولة عن الغبن والمظالم التاريخية التي تعرض لها أبناء جلدتنا لمعلمين. وكل هذا طبعاً تخرص وتقول وغلط وشطط، وما أنزل الله به من سلطان. فكل الموريتانيين مسلمون ولا رهبنة ولا «تسزويت» في الإسلام. والزوايا أيضاً كانوا هم أكثر الناس تقديراً للمعلمين. وكانوا هم الأكثر ارتباطاً بهم على عكس الشعّار الذين كانوا مرتبطين تاريخياً بقبائل حسان. والزوايا كانوا هم الأكثر معرفة بأصول الدين، وأصول الدين تقول إنه لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ومعظم لمعلمين معروفون بالتقوى والصلاح والتدين وحسن السمت. وبالمناسبة فأسرة هذا الولد المسيء أسرة مسلمة، ورجال مؤمنون ونساء مؤمنات، وكلهم معروفون بالتدين والخير... وبالنسبة لبعض المأثورات القادحة القبيحة المتجنية على المعلمين لم يشعها الزوايا على الأرجح، وإنما أشاعها بعض العوام من الفئات غير المتعلمة، والجاهلة بأصول الدين والتدين. وفتاوى علماء كبار من الزوايا في هذه المظلمة معروفة بما يغني عن الاستطراد، وقد أوردت منها طرفاً في تدوينة سابقة قبل أشهر بعنوان «لمعلمين.. وظلام القرون». نسأل الله لهذا الولد الشفاء، وأن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل، ويكتب لنا حسن الخاتمة، ويحفظنا ويكلأنا ويرعانا من بين أيدينا ومن خلفنا، ويحفظ علينا نعمة الإيمان، ونعمة العقل.. ونعوذ بالله من التكلف لما لا نحسن، ومن العجب بما نحسن، ونعوذ به من الرياء والسمعة، والبدعة، والزيغ ونزغات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضروني. من صفحة الأستاذ حسن ولد احريمو |