أسباب هزيمة مرشح تواصل للمجموعة الحضرية (قراءة تحليلية)
الأربعاء, 05 فبراير 2014 14:03

altتصويت مندوبي حزب التحالف لصالح مرشحة حزب الاتحاد، في انتخابات رئاسة مجموعة نواكشوط الحضرية، يحتمل قراءتين اثنتين: أما الأولى فهي بسيطة، ومؤداها أن حليمة عادت إلى عادتها القديمة، وأن ولد بلخير ورفاقه، قاموا بتدوير نفس السيناريو الذي حدث خلال

رئاسيات مارس 2007، فاختاروا المضاربة في سوق المزادات السياسية، بدل التشبث بلغة المبادئ والاكراهات.

وأما القراءة الثانية، فتدعونا إلى التعمق أكثر في هذا المشهد وتفكيك طلاسمه، باعتبار أن ما حدث يوم أمس داخل أسوار المجموعة الحضرية، ليس سوى جولة أخرى من صراع مرير، يمثل آخر الحروب الباردة، بين البقية الباقية من القوميين العرب، والجيل الصاعد من الإسلاميين الجدد.

فحتى وإن كنا في زمن ماتت فيه الإيديولوجيا، وتحولت إلى جثة باردة في ركن مظلم من المشرحة، تنتظر من يدفنها بعدما تنكر لها الجميع، فهذا لا ينفي أن تلك العداوات العتيقة، ما تزال حتى اليوم حاضرة في أذهان السياسيين الموريتانيين، وأنها هي التي تنشط الكثير من عثرات المعارضة الموريتانية.

هذا الصراع الذي يحرص الجميع على ألا يظهر للعلن، هو بالضبط ما دعا الإسلاميين إلى تغيير جلابيبهم، والخروج على إجماع الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، عندما رشحت مسعود ولد بلخير لرئاسيات يوليو 2009، و هو أيضا ما جعل حزب التحالف يأخذ بثأره بعد خمس طوال وفي يوم الثلاثاء العظيم، تأسيا بالمثل الشعبي القائل: من عضك ولم تعضه خالك بلا أسنان. وللصراع بقية... يا لطيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف.

----------------

من صفحة الاستاذ البشير عبد الرزاق