العدالة الاجتماعية أوّلا ودائما |
الجمعة, 21 فبراير 2014 21:28 |
سادةُ العالَم، سَدَنة الثروات، أربابُ السّوق، اقتطعوا يومًا من رُزنامة السنة (20 فبراير) للاحتفال بالعدالة الاجتماعية!!..هكذا يُعيد العالم الحديث إنتاج الطقسية الاختزالية؛ يتذكّرونَها يومًا وينسوْنَها بقية العام، بالأحرى يتذكّرون نسيانَها يوما، وينسوْنَه عاما! في عُرف أباطرة رأس المال والنهب الحُرّ، تداولُ الدّمى على الكراسي أَوْلَى، كِذبة الديمقراطية أوْلَى، أمّا الجَوْعَى والعَطشى والمشرّدون والمغبونون، المُستعبدون في العالَم، فوقودُ دِعاية رأسمالية لا أكثر!....لصالح الثقافة الفوقية :ثقافة المساعدات والتبرّعات،والتعامل مع ذوي الفاقة المبخوسين حقّهم في ثروات الأرض، وحقّهم في عائدات الإنتاج، بمنطق الرفق بالحيوان! الدّيمقراطيات اللّبيرالية حيلةٌ لتحقيق الصّلح الطبقي. والموقف يَجري على الوضع عندنا محلّيا: ديمقراطية الأراجوز التي نعيشها هي تكريسٌ لمصالح الطبقة العُليا: تحالف رأس المال الاستعبادي (أتبنّى المصطلح هُنا في صيغته الطبقية لا العِرقية، مع أنّ الاستعباد العرقي موجود لكنّه رقمٌ في معادلة الاستعباد الطبقي الأشمل)، مع اليمينية الاجتماعية (النفوذ الدّيني، الفئوي، والقبلي، والجهوي)، بالإضافة إلى الرّقم الثّابت في المعادلة:مؤسّسةُ الجيش ضمانًا للمصالح وقوّةَ حَسْم. العدالَة الاجتماعية أوّلا. أي حديثٍ سابق عليْها عن ديمقراطية ودولة مُواطنة، هو لعبٌ مكشوف على العقول! في موريتانيا شرائح وفئات اجتماعية (مكوّن رئيسي في قاعدة شعبية واسعة تضمّ خليطا اجتماعيا)، مهمّشة بفِعلٍ مقصود ومكشوف وممنهج.والأدهى، بفعلٍ مستمرّ؛ بِفِعل يُنتج ويُعاد إنتاجُه. تراكمُ الظّلم والغَبْن كمًّا عبر أجيالٍ من المستعبَدين ـ طبقيًا ـ، سوف يُفضي إلى تغيّر كيفي؛ في آخر المطاف لا بديل عن تحقّق العدالة الاجتماعية إلاّ الصّراع (منفصلا كان أم متّصلاً. سريعًا أم بطيئا). -------------- من صفحة الأستاذ مولاي اعل |