في حين يكشف البعض يوما بعد يوم على أنه يغرد خارج السرب، ويعمل جاهدا على حل أزمات وهمية تعشعش في ذهنه أكثر مما هي واقع في حياة أبناء بلدنا يضفى عليها توابل من الخلافات السياسية البينية المفبركة لإضفاء نوع من الجدية على

 المسرحية التي يتسابقون على نجوميتها أكثر من مما يريدون بها مصلحة البلد.. يعطى رئيس الجمهورية درسا آخر حول ما عليه موريتانيا فعليا، على الساحة الإقليمية والدولية، الوجه الحقيقي لموريتانيا المتصالحة مع ذاتها عندما اختار في محفل دولى بـ"أبوجا" وأمام حضور العديد من قادة الدول الإفريقية والرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" أن يلقى كلمته بالعربية الفصحى، مواسيا الأهل في مآسيهم والتهاني للإخوة بأفراحهم، ومشاركا الأشقاء مصالحتهم، مشخصا لمكامن الداء الذي ينخر قارتنا السمراء التي يتقاسم أبناؤها ظلمها أكثر مما يظلمها الغريب.. كم كنت أتمنى أن نكون على مستوى الحدث، وأن ننشغل بتثمين ما وصلنا إليه، وأن نتسابق في كشف مكامن الخلل للدفع بسياستنا الخارجية خطوات إلى الإمام بدل أن نشغل أنفسنا في حرب استنزاف للذات الخاسر الأكبر فيها من سيكشف التاريخ أنه نذر نفسه للتدمير هذا البلد عن سذاجة سياسية وأطماع شخصية جعلته لم يعد قادرا على التمييز بين خصومة النظام ومصلحة الشعب الموريتاني ..

-----------------------

من صفحة الاستاذ احمد ولد محمدو