مقعد وتكشيرة ويد ممدودة
الأحد, 04 مايو 2014 20:37

Abbass Brahamأحمدو ولد عبد الله جاء للجنرال عزيز. أعطاه الجنرال عزيز يداً باردة كأنها سمكة. وأشار إلى مقعده المُحاذي. أحمدو ولد عبد الله ديبوماسي دولي. ليس مهتماً بسياسات العيون والأيدي والوجه المكشر. جلس ولد عبد الله. نصح الجنرال بفتح جو حواري، وليس مسرحي، كما هو قائم. خرج ولد عبد الله بخفي حنين مخرومين. ليس هنالك أمل في جلب الجنرال إلى خيمة مهذبة. إنه مشغول بتمليس عضلاته وتفتيلها.

 

جميع الحكماء ودعاة المستقبل المحترم تكلّموا. ولد عبد الله، ولد باب مين، دافا بكاري، ولد بلاّل، بابكر موسى، و...هيدالة. ومئات الأصوات الأقل اعتبارية ولكن ليس أقل حكمة. كلهم أراد أن يعيش البلد حياة سياسية طبيعية. في كل مرة كان الرد عليهم هو الصوتُ هو إياه. صوتٌ قاروني متأفِّفٌ. سعيدٌ بدنيويته، مبالِغٌ في سلطويته.

 

المعارضة الجدية تعتقد أن المقعد الشاغر هو الحل الوحيد للوجه المكشر. ولكن جهود المعارضة تضيع برغبات أولاده وغرغرة بطونهم.

الأسود تريد صيداً ثميناً؛ الضباع تريد إخماد الجوع. وهكذا تفشل نزهة الصيد. لقد حدثَ هذا مراراً. أتذكرون؟

الآن، لا يمكن إلا احترام المقعد الشاغر فهو رفض لديمقراطية نصفية. ولكن يمكننا أن نتكلم براغماتياً بالنسبة لمن سيشارك. لن يسقط الجنرال عزيز بانتخابات. في كل انتخابات غير مقننة وغير اتفاقية سيعود المشاركون بصنارات يابسة. ولكن انتخابات محتدمة ستكون زعزعة لنظامه. ولد الطايع لم يخرج من أزمة 2003 بانتخابات 2003.

 

وربما كان سقوطه هو نتيجة فشله من الخروج من عالم 2003. السؤال الآن من يمكنه القيام بمواجهة مجلجلة؟ أين التمويل؟ أين الحماس؟ أين الشباب؟ أين الطرب وبنات العرب؟ أين هو رجل غير نفعي؟ غير ثعلب؟ غير ماكر؟ أين هو زعيم وطني؟

 

يجب هنا إخقاق القبض والبسط. من يقاطع ينزوي بعيداً. ومن يُشارك يجعل مشاركته مُحرجة. وأنّى له؟

------------

من صفحة الأستاذ عباس ولد ابرهام على الفيس بوك