إقناع النّاخبين بأنّ الرّئيس محمد ولد عبد العزيز لا يعْبَأُ كثيرا بالآجال الدّستورية لنْ يُكلّفَ أحدا كبيرَ عناء، أوْ مُجادلة، أوْ خِصَام...فمنذ أنْ وَصَل سيّادتُهُ للسّلطة لمْ تُجْرَ أيّة انتخابات في موْعدها... فإمّا تأجيل، و إمّا تعْجيل !!! و منْ يستطيعُ نَفْيَ ذلك، فَلْيَتَفَضَّلْ مشْكورا...أمّا أنا،و تجنُّبا للإطالَة، فسَأتْرُك التّواريخ تتحدّثُ عنْ نفسها:

- أوّلُ ما بدأ به الرّئيس مسارَهٌ، هو " الحَفْرُ" في جُنْحِ الليْلِ لإنهاء مأمورية الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، و فَرْضِ إجراء انتخابات رئاسية مُبَكّرة في البلد عام 2009، أيْ 3 سنوات قبل موْعِدها الدّستوري، و قد حدّد يوم 6/6 موعدا لتلك الانتخابات، قبْلَ أنْ يُلغيهِ، و يُجدّد لها الدّعوة في 18/7،

- ثُمّ كانَ تأجيل الانتخابات التشريعية لتجديد الثلث الأوّل لمجلس الشيوخ إلى يوم الأحد 8/11/2009 ، أيْ بسَنَة كاملة عن موعدها الدّستوري...و قام باستدعاء هيئة الناخبين لتجديد الثلث الثاني من الغرفة ذاتها يوم الأحد 25/9/2011، ثمّ قرّر تأجيلها إلى أجل غير مُسَمّى، بساعات فقط قبل افتتاح الحملة الانتخابية...و لمْ يتجدّد لها موْعِد بعد ذلك إلى الآن...أمّا الثلث الثالث، فلم يخْطُرْ لهُ على بال، حتّى يومنا هذا...

- و قد حصل نفس التلاعب بالآجال الدستورية بخُصُوصِ مأمورية المجالس البلديّة و الجمعية الوطنيّة الفارِطة، و التي مدّد لها أكثر من سنتين كاملتين...كانَ الكُلُّ يَتَوقّع إجراء انتخابات نيابيّة و بلديّة في نوفمبر2011 طبقا للدستور، و لكنّ الالتزام بالمواعيد الدّستورية صعْب !!! وَلمْ تُجْرَ تلكَ الانتخابات إلاّ في نهاية 2013 ، بعد أنْ تَمَّ تأجيلُها مرّات و مرّات...و تأجّلَ شوطُهَا الثاني، و نال نصيبَهُ من التّمديد تمثّلَ في إجراء شوْط ثالث تمَّ تنْظيمُهُ في الوقت بدل الضائع!!!؟

- أمّا اليوم، و بعد ما تقدّم من أحْداث و تَوَاريخ، و تأجيل و تعْجيل و تلاعُب بالآجال و المواعيد، هاهو رئيس الجمهوريّة يَصْحُو من غَفْوَتِهِ...و يحْلِفُ لَكَ أنْتَ،أيها النَّاخِبِ الكريم، ليأتِيَنَّكَ بانتخابات رئاسيّة شفّافة و نزيهة و عادِلة، و في موْعدِها المُحدّدِ دسْتورِيّا، و بدونِ تأخِير...قبْلَ أنْ تَقومَ من مقامِكَ هذا، أوْ يَرْتَدّ إليْكَ طَرْفكَ !!!!!

---------------------

من صفحة الأستاذ محمد فال ولد بلال على الفيس بوك