التحليل السياسي الذي تحصّل للعبد الفقير في الأيام الماضية هو التالي: لقد انقسمت المعارضة بالفعل ومنذ فترة إلى مُشارِكة ومُقاطِعة. سيذكر التاريخ المعاضة المُقاطعة بأنها ضحّت بالمناصب والفتات.

 وفي نفس الوقت الذي لا يمكن فيه إنكار تكتيكية ودهاء المعارضة المُشارِكة فإنه أيضاً لا يمكن إنكار أن استراتيجيتها في "فن الممكن" أعطت، من حيث لم تُرد (ربما)، مدداً للنظام وإضعافاً للمعارضة..

لقد اعتقدنا أن ثنائية البطن والعقل، ثنائية المُشاركة والمقاطعة، التي توّطدت في نيابيات وبلديات 2013/2014 ستستمر حتى رئاسيات 2014. يبدو أن هذا لم يحدث. فقد اقتنع المشاركون، الآن بعد أن غابت أطماعهم الرئاسية، بإمكانية المقاطعة. طبعاً لا يمكن أن يقولوا أن مقاطعتهم مبدئية. بل هي سياسية أو طبيعية (خلوهم من أطماع رئاسية عقلانية مثلاً).

اعتقادنا بأن ثنائية المقاطعة والمشاركة ستتوطد جعلتنا نتوقف عن جلد المشاركين (خصوصاً أن المقاطعين أظهروا برودة سياسية غريبة ولم يُتابعوا مقاطعتهم بأي نشاط سياسي مهم). كان المشاركون اتجاهاً معارِضاً بالنهاية.

وكان وجود الثنائية كأمر واقع يجعلنا نقول بأن يُضرب النظام إما بمقاطعة مانعة أو بمشاركة ماحقة.

لقد أصبحت المقاطعة والمشاركة هويات كان ينبغي التعامل معها كواقع. لم يكن مهماً نقد المشارِك أنه مشارك بعد أن أصبحت مشاركته هويته. لم يكن ممكناً انتقاد الحمار بأنه حمار.

الآن في سيادة مقاطعة المعارضة سنحصل على عدة نتائج: 1-سيكون فضيحة لرئيس القارة الإفريقية الذي يسوّق الديمقراطية أن يبقى في الحكم بانتخابات بلا منافسة. 2-البلاد عائدة إلى 1997.

3-إن حصل بيجل ولد حميد على وضعية الشبيه ولد الشيخ ماء العينين في 1997 يكون قد اغترف كثيراً من المرق. 4-عدم حلٍ سياسي يفتح مجالات الحلول غير السياسية. ولا يمكن الوثوق في السيطرة على الجيش. كان المقدم هيدالة أصغر سناً وأكثر سيطرة وأشد إرعاباً.

انتهى في ظهر "كيمون" في الطريق إلى "اجريدة".

5-من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، الإنقلاب على الجنرال عزيز وهو رئيس على الاتحاد الإفريقي. سيكون مستحيلاً تسويق هذا لأنه يتعلق أيضاً بالقيم السلطوية للقارة. هل سيحميه هذا التمظهر طويلاً.

6-إن لم تسع المعارضة إلى تمديد مؤسساتها وتجديدها فإنه ستنهزم نهائياً وتذوي.

7-إذا كان بيرام سيشرع انتخابات رئاسية ذات مصداقية للجنرال عزيز فهل يأمل أن يبقى زعيماً راديكالياً؟

8-إذا تمّ استبدال المعارضة الراديكالية بشبابها،، وتمّ استبدال البيرامية بالنضالية النقابية الحرطانية وتمّ استبدال الجنرال عزيز ببعض نظامه، فأي غيوم هي هذه التي تظل على موريتانيا حالياً.

سبوح، قدوس، سبوح قوس.

---------------------

من صفحة الأستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك