المختار والمعارضة |
الثلاثاء, 10 يونيو 2014 16:44 |
واجه المرحوم المختار ولد داداه ابان حكمه واحدة من أشرس المعارضات في تاريخ البلد ، فقد تصدى له مئات الشباب من مثقفي ذلك العصر من "قارئي كتاب واحد" ومحظريين وأنصاف محظريين فوصفوه بالغر و بالعميل ، وبتلميذ فرنسا ، وأسمعوه الكثير من الشتائم والاهانات ، حتى إنه عرض مرة على أحد هم منصب وزير فرفض الرجل بحجة أنه لا يعمل مع نظام فاسد، طبعا التاريخ حكم للمختار ولد داداه بالاحترام والتقدير وبعد النظر، لكنه في العادة لا يحكم بشيء على هذا النوع من الساخطين إنه يتركهم لأنفسهم ولجلاد صامت هو الضمير, عندما توفي الشاذلي بن جديد ظهر واحد من من صقور معارضيه في إحدى القنوات يبكي ويقول إن الجزائر لم تعرف قيمة بن جديد وبالتالي لم تستفد منه، وقبل سنوات قال الشاعر الكبير أحمد ولد عبد القادر الذي كان محررا ل "صيحة المظلوم" جريدة الكادحين المعروفة إنه لم يندم على شيء ندمه على معارضة المختار ولد داداه إن كثيرين يتجاهلون ان النجاح لا يعني بالدوام تحقيق ماهو مطلوب.. بل ماهو ممكن مما هو مطلوب . وان قمة النجاح هي تحقيق اقصى ماهو ممكن مما هو مطلوب’ و المختار ولد داداه عندما كان يسير شؤون الوطن في الستينات والسبعينات كان معارضوه كثر بدرجة يصعب تصورها لانهم كانوا يتحركون من منطق ما ينقصهم من حاجات وما يتمنون تحقيقه من رغبات ..فكان منطقيا او على الاقل مفهوما ان يعارضوه ويتمنون زواله .. اما نحن اليوم فنحترمه ونجله لاننا نفكر من منطق ماكان ممكنا ومتاحا امامه في ذلك العصر..وبالتالي ندرك انه حقق تقريبا اقصى ما يمكن تحقيقه. ولا يعني هذا اننا نعتبر ان هولاء كانوا اغبياء او انانيين .بل نعذرهم ونقدر ضغوط االحياة وطبيعة الظروف التي كانت تحدد سلوكهم وتصرفاتهم تماما كما سياتي يوم ايضا تعذرنا نحن فيه الاجيال القادمة على معارضتنا لانها ستدرك طبيعة الحياة والظروف التي كنا نواجهها ............................................ من صفحة الأستاذ اسماعيل محمد خيرات على الفيس بوك |