محللون |
الثلاثاء, 24 يونيو 2014 09:53 |
كنتُ وأنا غِرٌ صغيرٌ لا أجد أيام العهد الطائعي ما يصّبرني على المعارضة أكثر من "محللي" النظام، رخوو العقول، الذين كانوا يأخذون أي إشارة على أنها دليل على الدمقرطة والتقدم. ويجب أن نتذكر أن "المحلّل" هو في اللغة القروسطية رجل يتزوج، دون أن يدخل، بامرأة "البطرون" ليشرع له الزواج منها للمرة الثالثة. والمحلّل أيضاً هو ذباح كبش أو بدنة البطرون. أي أنه كلب حراسته. ونابه على خصومه. وفي عهد الطايع كان هؤلاء أسخياء بمداد أقلامهم. وعلينا أن لا ننسى أنهم كانوا يتقاضون على الحرف المسبوك سبكاً ركيكاً، ولكنهم كانوا يتمثّلون في سرِّهم بتحفيز سدوم: أشكرو لا تبكّاوْ (=امدحوا قبل أن تُحرموا). ويجب أن نحترم هؤلاء، ولكن تقريراتهم عن الدمقرطة والمدانة كانت بلا مصداقية. وكان قاموسهم الأكاديمي أقرب إلى قاموس اللمبي أو شعبان عبد الرحيم منه إلى أي شيء آخر (عدا أصوات مضغ الفول). وهذه طبقة لم تمت برغم الأحاديث الممجوجة عن موت وتجدّد الطبقة السياسية. وجولة في صفحة الآراء مفيدة للمعاين. وليس ولد عبد العزيز شخصاً يعيبه تهافت مستوى اعتذارييه ومداحيه، لأنه لا "يُنزِّل" النثر ولا الشعر. ولكن لا يمكن إلا التأسف على أكاديمية رهطه (بما فيهم الأسلوب اللانقدي لمدير ديوانه السابق، الذي للمفارقة كات عميداً أكاديمياً!). وكان الشعبي يقول إن "عيادة النوكى أشد على المريض من مرضه". والمشكلة الوحيدة هنا هي أن المريض أنوكٌ أكثر من معايديه. فضاعت رداءة الصورة في مستوى تلقى البث. ----------------------------------- من صفحة الأستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك |