للإخوان حق في الزكاة! |
الاثنين, 30 يونيو 2014 10:48 |
حين كان الإخوان يرفعون شعارات إسلامية يطالبون الحكومات بتطبيقها، مثل تطبيق الحدود، ومنع الخمور... كنت أتساءل لماذا لا يطالب الإخوان الحكومات بجباية الزكاة وهي من وظائف الدولة الإسلامية؟ ولم أجد لذلك تفسيرا حتى اطلعت على النظام الأساسي للإخوان المسلمين الصادر في 02 من شوال 1364هـ، الموافق 08 من سبتمبر 1945، المقر بعد التعديل من قبل الهيئة بالإجماع في 12 من رجب 1367، الموافق 21 من مايو 1948. تقول المادة السادسة من النظام الأساسي للإخوان المسلمين:" على كل عضو أن يقرر على نفسه اشتراكا ماليا شهريا أو سنويا يقوم بتسديده بانتظام، ولا يمنع ذلك من المساهمة في نفقات الدعوة بالتبرع أو الوصية أو الوقوف [لعلها الوقف] أو كلها معا، كما أن للدعوة حقا في زكاة أموال الأعضاء القادرين على ذلك..." (نص النظام). من أين جاء الإخوان بهذا الحق وقد قسم الله الزكاة بشكل مفصل، فقال جل شأنه: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله.)(سورة التوبة، الآية60)، فإلى أي هذه الأصناف تنتمي جماعة الإخوان المسلمين حتى يصبح لها حق في زكاة أعضائها؟ فهم ليسوا فقراء، ولا مساكين، وقد أسقط عمر رضي الله عنه حق المؤلفة قلوبهم، وأقر المسلمون اجتهاده، والإخوان ليسوا غارمين، ولا أبناء سبيل. أما في سبيل الله فلا تعلق لهم به لأن المفسرين أجمعوا على أن المقصود بها الجهاد في سبيل الله، معتمدين على الأحاديث المفسرة لسبيل الله. قال الطبري"... فَإِنَّهُ يَعْنِي : وَفِي النَّفَقَة فِي نُصْرَة دِين اللَّه وَطَرِيقه وَشَرِيعَته الَّتِي شَرَعَهَا لِعِبَادِهِ بِقِتَالِ أَعْدَائِهِ , وَذَلِكَ هُوَ غَزْو الْكُفَّار ... قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَحِلّ الصَّدَقَة لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ : رَجُل عَمِلَ عَلَيْهَا , أَوْ رَجُل اِشْتَرَاهَا بِمَالِهِ , أَوْ فِي سَبِيل اللَّه , أَوْ اِبْن السَّبِيل , أَوْ رَجُل كَانَ لَهُ جَار تَصَدَّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَاهَا لَهُ " (تفسير الطبري). قال ابن كثير:" أي القائمين بالجهاد ممن لا فيء لهم ولو أغنياء." (تفسير ابن كثير). والجهاد في سبيل الله يتولاه الإمام، ويجهز له، وليس لجمعية سياسية حق في الزكاة باسم الجهاد في سبيل الله. ولا يحل للإخوان جمع الزكاة حتى يعدوا في العاملين عليها، وإنما جمع الزكاة من وظائف الحاكم، عملا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء من بعده. يقول موقع (إسلام أون لاين، المقرب من الإخوان):" فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجب على ولي أمر المسلمين أن يبعث السعاة لجمع الزكاة، لقول الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103]. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه كانوا يفعلون ذلك، ولأن في الناس من يملك المال ولا يعرف ما يجب عليه، ومنهم من يبخل، فوجب على الإمام أن يبعث من يأخذ الزكاة." فهذا نص صريح على أن جباية الزكاة من اختصاص ولي الأمر. فأي تأويل يعتمد عليه الإخوان ليقروا لأنفسهم حقا في زكاة أعضاء التنظيم؟ أضف إلى ذلك أن إدارة الإخوان للمال لم تكن شفافة منذ تأسيس الحركة. فقد أنكر حسن البنا تلقي تبرعات، وقد تلقاها! يقول البنا:" إلى الآن أيها الاخوان لم يمنح مكتب الارشاد العام إعانة واحدة من حكومة أيا كانت، وهو يباهي ويفاخر ويتحدى الناس جميعا أن يقول أحدهم: إن هذا المكتب قد دخل خزانته قرش واحد من غير جيوب أعضائه." (حلمي النمنم: حسن البنا الذي لا يعرفه أحد، مكتبة مدبولي 2011، ص:39). ويعلم الناس أن الإخوان تلقوا تبرعا مبكرا من شركة القناة، وقد كان مبلغا كبيرا نسبيا إذ مكنهم من تشييد جامع ومدرسة. وبعد ذلك أصبحت الدولة السعودية من كبار المتبرعين للإخوان المسلمين، ولم يكن ذلك سرا. يقول الدكتور محمد حسين هيكل:" قيل لي، وأنا في الحجاز [1935] إن له صلة بالحكومة السعودية وإنه يلقى منها عطفا ومعونة."(مذكرات محمد حسين هيكل، ج2، هيئة الثقافة الجماهيرية 2010). ويقول آلتس، الموظف بالسفارة الأمريكية في العربية السعودية،"اعتاد البنا في الواقع أن يأتي إلى السعودية للحصول على المال... كان البنا زائرا منتظما إلى السعودية التي كانت مصدر المال له." (ترد هذه الشهادة ضمن كتاب روبرت دريفوس: لعبة الشيطان، ترجمة أشرف توفيق، 2010). رافق إنكار التبرعات سوء استعمالها وحرفها عن الوجهة التي قصدها المتبرع. تقول مجموعة "شباب محمد" في بيان انفصالها عن جماعة الإخوان مبينة أسباب ذلك الانفصال في بيان بعنوان"غضبة في سبيل الله. موقفنا النهائي من جمعية الإخوان المسلمين"، نشر في مجلة النذير:"... 3- التلاعب المالي: طلبنا من فضيلته [حسن البنا]فق إنكار التبرعات سوء استعمالها،ان من المواطنين لنصرة الشعب الفلسطيني حين نكبته.اعة الخاصة بها، والتي لم يقصد المتبرعأن يقول أحد تكوين هيئة قوية لمراقبة المال والمحافظة عليه لتكون مسؤولة أمام الاخوان المسلمين فأعرض فضيلته وأصم أذنيه عن هذا القول الذي نعده طلبا عادلا يتفق مع ابسط مبادئ الادارة. وكان من نتيجة عدم الأخذ بهذا الرأي أن انفقت أموال كثيرة، لا نقول في أغراض شخصية، ولكن على الأقل في غير الأغراض التي جمعت من أجلها. " يفصل البيان ما أجمله، بضرب الأمثلة.." فأولا: على سبيل المثال قد جمع في عام1939 أكثر من 300 جنيه مصري قيمة اشتراكات سهم الدعوة وكان الواجب أن يكون نصف هذا المبلغ على الأقل باقيا في خزانة الجماعة حسب القانون المالي لهذا السهم ولكن بكل أسف لا يوجد مليم واحد من هذا المبلغ في خزانة الاخوان. ثانيا: على سبيل المثال أيضا قد جمع في خلال عام أو أكثر على سبيل الاكتتاب من الشعب مبالغ لمساعدة فلسطين الشقيقة في محنتها التي تجتازها وبلغ مجموع هذه الاكتتابات حسب بيان الأستاذ الأخير مبلغ 570 جنيها مصريا ومما لا شك فيه أن هذا المبلغ يعتبر أمانة في ذمة الإخوان فرض عليهم أن يؤدوها لأصحابها بمجرد وصولها إلى أيديهم. ومع ذلك لم يصل لفلسطين من هذا المبلغ سوى 465 جنيها على ثلاث دفعات أما باقي المبلغ فقد اعترف الأستاذ أن جزءاً كبيرا منه أنفق في شؤون الجماعة الخاصة ولا يرى فضيلته في ذلك مانعا شرعيا، ثم عاد وقال بعد أن سمع من أحد الاخوان حكم الشرع في هذا إنه مستعد لجمع هذا المبلغ وإرساله. والمهم أنه لا يوجد كذلك بخزانة الجمعية مليم واحد من هذا المبلغ أيضا." (مجلة النذير). اعتراف المرشد بالتصرف في أموال جمعت لغرض محدد يتعارض مع نص صريح في النظام التأسيسي للإخوان.."مادة 58- كل مال يجمع بمعرفة المكتب، او إدارات الشعب لغرض خاص لا يختلط بماليتها العامة ويخصص للغرض الذي جمع له." فكيف ذهل البنا عن هذا النص الصريح، وتصرف في أموال جمعت للجهاد في فلسطين! ثم نشر "شباب محمد مقالا آخر في عدد 16 محرم 1359، الموفق 24 فبراير1940م، يبدو أنه استمرار للجدال حول أموال فلسطين.." أما أموال فلسطين فإنك [البنا] تقول إن أعمال الدعاية لها وصلت إلى أكثر من 124 جنيها بينما أنك قد أعلنت أمام جمع كبير من الإخوان واعترفت صراحة بأنك صرفت على شؤون الجمعية مبلغ أربعين جنيها وقلت إن هذا جائز شرعا، فرد عليك أحد الإخوان وهو محمد أفندي عبد الوهاب وأظهر ذلك أن هذه أمانة وأن الشرع لا يبيح التصرف فيها ولا بطريق الاستدانة وحينذاك تراجعت عن رأيك الأول وقلت إذن فلنجمعها من جديد ولنرسلها. فقام أحد الإخوان وهو إبراهيم أبو النجا وقدم جنيها مكتتبا به من هذا المبلغ وتذكر ما حدث من مسألة تمزيق هذا الجنيه بالذات..." يواصل الغاضبون على إدارة البنا للمال هجومهم عليه، مذكرين بالوقائع.." ثم إنك اقترضت من أموال فلسطين الخاصة بجمعية الشبان المسلمين مبلغ عشرين جنيها قرضا خاصا في شهر أغسطس 1939 ولم يسدد منها إلى الآن سوى 9 جنيهات وباقي المبلغ ما زال حتى الآن في ذمتك وقد اعترفت به أمام الكثير من الإخوان..." ثم ينتقل البيان إلى تحد البنا أن يثبت بالوثائق المصروفات التي يدعيها.." أما مصروفات طبع الطوابع والشارات والبطاقات الشخصية والبريد فقد دفعها سكرتير لجنة فلسطين محمد أفندي علي المغلاوي ونتحدى أن تبرز لنا إيصالا واحدا من أمين صندوق الجمعية يثبت أنه دفع مليما واحدا إلى سكرتير اللجنة بمبلغ من هذه المبالغ..."(نص البيان). ذاك هو تعامل سلف الإخوان الصالح مع التبرعات، وذاك هو اجتهادهم (لا اجتهاد في مورد النص) في الزكاة، فما بالك بالخلْف! رفض البنا أية رقابة إدارية على المال قد تحد من حرية تصرفه فيه، وبحث عن سند شرعي لاستيلاء جماعته على التبرعات للفلسطينيين، كما هي عادة الإخوان في استغلال النصوص وتأويلها لخدمة أغراضهم. لكن إخوان الأمس، كان فيهم من يقول الحق ولو على نفسه، فلم يجد البنا بدا من الوعد برد المبلغ المنهوب! على نفس النهج يسير إخوان موريتانيا، كما يشيع بين الناس في استغلال التبرعات، بل الزكاة في أغراضهم السياسية. ولعل جمعية المستقبل لم تنشأ إلا لاستقبال التبرعات والزكاة، ويقال لنا إنها لم تستلم تبرعا من أحد!!! شنشنة أعرفها من أخزمي... لم ينس الناس فضائح شركات توظيف الأموال في مصر التي أغرت بسطاء المسلمين بتوظيف أموالهم في مصارف غير ربوية يديرها رجال سيماهم في وجوههم، يحفون الشوارب ويعفون اللحى ويأكلون أموال الناس بالباطل؛ فقد هرب من استطاع منهم بمدخرات الناس إلى بريطانيا... فلم تكن شركات الريان، والشريف، والهدي، والسعد، لتوظيف الأموال بعيدة عن الإخوان. فقد كان إسماعيل الهضيبي، الشقيق الأصغر لمأمون الهضيبي مرشد الإخوان، مستشارا اقتصاديا لشركة الشريف لتوظيف الأموال، والداعية عبد الصبور شاهين عضو مجلس إدارة شركة الريان لتوظيف الأموال، وقد قضى صاحبها 25 سنة في السجن بتهمة الاحتيال... "جربوهم بالدراهم ولا تجربوهم بالصوم والصلاة، فإنهما خصلتان يفعلهما البر والفاجر." طه محمد Weekevall2005@ yahoo.fr ------------------- من صفحة الأستاذ اسحاق الكنتى على الفيس بوك |