المختار السالم: الشاعر الذي لم يرَ المرأة من قبل |
الأحد, 27 يوليو 2014 11:58 |
المختار السالم، شاعر مرهف الإحساس، خصب الخيال، و روائي تكاد ألفاظه تسيل كخمرة معتقة من دنها البابلي.. مرح، يهوى الفكاهة، ويعشق النكتة.. إبن بادية واد الناقة، وعاشق رمالها و تجاعيد وجه مزونها حين تغيم.. إلتقته “تقدمي” فكان لها معه الحوار التالي، عن الأدب والحياة.
كيف كانت بدايتك الشعرية؟ كانت غريبة إلى حد ما، أو لم تكن متوقعة… وفي مدينة روصو بداية الثمانينات، حيث كنت طالبا يحلو للبعض أن يصفني بالمتفوق في مادتي الرياضيات والفيزياء، وكان أساتذتي من مصريين وعراقيين وسوريين وتونسيين، يحيطونني برعاية كبيرة… لدرجة أن كل “خطاياي” في الفصل كان متجاوزا عنها… وذات يوم دعاني أحد أقربائي لقضاء العطلة في مدينة “سينلوي” السنغالية حيث كان يدير متجرا هو ومجموعة من أصدقائه.. كنت صغيرا جدا، وخلال إحدى الليالي نظر إليّ وقال لي بيتين من الشعر مرتجلين ثم تحداني أن أردّ.. ولكن خلال حديث المداعبة الجادة إن صح التعبير، شعرت أن “شلة الأصدقاء/ الأقارب” لا يروق لها شيوع تفوقي الدراسي، وكان ذلك أمرا مهما “عند بنات الخيام”… أحسست بالإحراج كوني لا أعرف الشعر لأرد عليه… ثم تناسيت الموضوع.. وحزمت أمري على السفر مبكرا، وكانت المأساة أن مضيفي لم يذهبوا معي إلى محطة النقل لتوديعي.. ولم يعطوني أجرة السيارة.. فذهبت وحدي إلى محطة النقل.. وهناك التقيت قريبا آخر لي، اكتشف بذكائه أني لا أملك أجرة السيارة.. فأعطاني المال على الفور ويبدو أنه أدرك أن الأمر غير طبيعي… بعد وصولي إلى روصو وصلتني رسالة من مضيفي السابق ومع أحد أعضاء “الشلة” فيها أبيات تهجوني.. فقلت لحامل الرسالة.. أبلغه تحياتي.. وقل له إنه لن يهجوّ أحدا في حياته، وخرجت من المجلس… وفي اليوم الموالي التقيت صدفة بالغزالة التي ستغير حياتي .. كانت تعشق الشعر وتقرأ لي في كل جلسة نسترقها من أعين الرقباء على النهر.. شعرت أن موسيقى ذلك الشعر تختلط بصوت المياه.. لكن في إحدى تلك اللحظات تذكرت وقع الشعر الذي كانت تحكيه قريباتي خلال صغري.. كل بيت تذكرته كنت أكتب على وزنه… وكنت أحمل كل قطعة أكتبها إلى جارنا وهو عالم اسمه أحمدو ولد حاجين، وأقول له إن أمي تسألك هذه القطعة في أي بحر… وحين انتهي من قراءتها يقول لي: قل لأمك وللمرسول هذه في بحر كذا… فاكتب فوقها اسم البحر… وهكذا أصبحت أميز بين بحور الشعر.
خلال فترة وجيزة من ذلك ارتشفت الأعمال الكاملة لدرويش، ونزار، والجواهري، والبياتي، والشابي، وشعراء المهجر.. هكذا كانت البداية..
شاعر موريتاني كنت مولعا به ولا زلت؟
أنا مولع بالشعراء.. أحمد ولد عبد القادر، ناجي، فاضل أمين.
كيف تنظر إلى المرأة من خلال القصيدة؟ المرأة في أغلب قصائدي هي رمز للقضية، القضية الفلسطينية والعربية.. أما المرأة “الكائن الفيزيائي”، إن صح التعبير، فكل يوم أنظر إليها وكأنني لم أرها من قبل.. تدهشني حقا بساتين الأنوثة بكل خصوبتها الأسطورية… المرأة خمرتي إذا كان لكل شاعر خمرة.
ما هو النص الذي قاله المختار السالم وتتجلى فيه ذاته؟
هو قصيدة “قيس..؟!؟”… أظنني رسمت عبرها لوحتي الشخصية، كإنسان متعب من هزائم قومه.. وكشخص.. يتطلع إلى أن يرتشف وطنه من الفجر ذات خيوط.. طبعا هناك قصائد أخرى مثل “أقواس مستقيمة”… و”الثور ة لا تجف”.. و”قالوا”.
أيهما أكثر تأثيرا الشاعر أم السياسي أم الصحفي؟
قطعا الشاعر… الشاعر دوره أن يساهم في البناء الحضاري القيميّ للكيان ببعديه البشري والجغرافي .. فيما أن السياسي والصحفي نادرا ما يصلان إلى تلك الحالة الصوفية من عشق الأمة لذاتها.. الشاعر حامل عرش برج النبل الحضاري.. الشاعر صديق النفس البشرية، ومترجم أحلامها وأحاسيسها.. ولا يمكن أن يتساوى مع الباحثين عن مرتبات ومناصب ومكانة.. الشاعر يبحث عن مكان يهيم فيه… والآخرون يبحثون عن مكان يهيم فيهم.
الشاعر هو وحده من يفهم لغة الوتر والريح والسيف.. ومن تعطيه اللغة نفسها عن استحقاق، والشاعر هو وحده الناطق الرسمي باسم الرمان الذي ينمو في صدر الصبايا..
قاطعت اجتماعا ضمك ولفيفا من الشعراء بمحمد ولد عبد العزيز، واعتبرت إساءة في وجه الرئيس ما هو الشعور الذي تولد لديك تلك اللحظة؟ وهل تركته عابرا؟ غير صحيح إطلاقا أنني قاطعت هذا اللقاء.. ولم أسيء للرئيس محمد ولد عبد العزيز.. وليس دوري الإساءة لأي شخص، أحرى الرئيس الذي طرد سفارة الكيان الصهيوني من عاصمة المنارة والرباط.. والصحيح أنني لم أعلم بهذا اللقاء إلا من شخص في الرئاسة اتصل بي هاتفيا ليعرف سبب غيابي عن اللقاء.. صحيح أنني كتبت أدافع عن الشعراء في وجه الهجوم الذي شنه عليهم الرئيس.. وأنا لم أتخذ في حياتي أي قضية كقضية شخصية.. ولست سياسيا بمعنى المعارضة والموالاة.. لدي مآخذ على الطرفين ولدي رأيي في تسيير بلدي… لكنني مواطن بسيط لا أحد يهتم لرأيه.
ككاتب صحفي لا أحد في هذا البلد يمكنه أن يقول إنه اشترى قلمي.. لا من الموالاة ولا من المعارضة… رغم كل العروض المغرية.. لأنني أخدم قناعتي، وقلمي ليس معروضا للبيع.. والثراء لا يليق بي.. فالمكيفات تسبب لي الحساسية.. والفراش الليّن يفقدني توازني.. أنا بدوي يعشق البساطة… والله تبارك وتعالى سترني بما أجده من حلال رعاف قلمي المتواضع.
ما هي القضية التي استحوذت على قلب الشاعر المختار السالم فلا يفارقها إلا ليستأنفها من جديد؟ هي القضية الفلسطينية وأقول لك شيء: أنا على يقين تام أن فلسطين سوف تتحرر طال الزمن أم قصر… وأن هذه الأمة التي أصبحت تبلغ 600 مليون نسمة لا بد أن تنهض.. وما تراه الآن من تشظي وحراك ودماء وصراعات.. ليس إلا مقدمة للربيع العربي الحقيقي.. إن “الربيع العربي” الحالي هو ربيع كاذب.. ولكن حتما يأتي مشروع التحرير.. ولاحظ أن أكبر فاتورة يدفعها الغرب اليوم هي الفاتورة الأمنية وليست فاتورة البحث العلمي كما كانت.. والسبب أنهم يتوهمون في كل لفافة في أي شبر من أرضهم أن عربيا زرع بها متفجرات.. والإرهاب ليس طريق تحرير ولا يمكن أن يكون، بل هو ردة فعل خاطئة على الظلم الذي يلحق بهذه الأمة العربية الحية التي لا تموت رغم حجم المؤامرة الكونية ضدها… وإذا جلست إلى الأطفال الصغار ما بين 5 و10 سنوات.. ستكتشف أن الجيل العربي القادم هو جيل بالغ الذكاء.. وإذا تذكرت التاريخ فإن تحرير فلسطين كان دائما أولوية المشروع العربي من عمر بن الخطاب إلى صلاح الدين إلى دماء الدرة وآيات الأخرس.
ما هي أجمل بنات فكرك لديك؟
والله لا أظن أن لدي ما يستحق الذكر في هذا المجال.. كل ما أقوم به هو محاولات مرتجلة.. صحيح أنها نتاج سنوات متواصلة من القراءة، التي أدمنها حد الهوس.. فأنا أقرأ البحوث العلمية، بنفس شهية قراءتي للمادة الأدبية.
شاعر معاصر تعطيه إمارة الشعر الشنقيطي؟ لنكن صريحين.. الإمارة يجب أن تكون فعلا إنتاجيا تراكميا… ومشروعا إبداعيا متميزا.. وإذا كانت لقب تكريم فهناك عشرات الشعراء الذين يستحقونه.
من وجهة نظرك هل كان برنامج أمير الشعراء قاسيا مع الشاعر أبو شجة؟ وفي أي مجال يبدع الشاعر محمد ولد الطالب؟ أظن أن زميلي أبا شجة كان يدرك أنه يشارك في برنامج تلفزيوني، وأن هذا البرنامج قطع عشرات السنوات بالشعراء المجيدين المشاركين فيه.. ونقل إبداع هؤلاء الشعراء إلى أوسع جمهور ممكن.. بعد أن كاد الشعر ينسى من الاهتمام الإعلامي.. أما الاختلاف على معايير نقدية معينة… فهذا لا يفسد للإبداع قضية.
بالنسبة لزميلي محمد ولد الطالب فهو يبدع في الشعر القومي أكثر من غيره، مع أنه لا يسلم من خباء النساء.
ما الذي يُعجبك في الشاعر الشيخ ولد بلعمش؟
يعجبني فيه الكثير.. ومن ذلك سرعة استجابته شعريا لنبض الجماهير، ويعجبني أنه عروبي غير خاضع لتعليمات “الحلقة”.. وأنه يؤمن بالعروبة الديمقراطية المنفتحة المتسامحة.
واحد من هؤلاء الثلاثة أنت أشعر منه؟ لا أعتبر أنني أشعر من أحد، ولا أسابق أحدا…
ما هي رؤيتك للساحة الأدبية اليوم؟ وأين أنت من اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين؟ الساحة الأدبية غالبا جزء من الحالة العامة… فيها النادر الجيد.. وفيها ما دون ذلك.. اما بالنسبة لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين فبعد الاجتماعات الأولى للمكتب التنفيذي بعد انتخابه منذ عام… قررت أن لا أتدخل في تسيير الاتحاد، لأنني لا أطيق أي شيء متعلق بالتسيير، وأنا أقوم بعملي المتعلق بالإعلام فقط.. وعلاقتي جـد ممتاز بجميع أعضاء الاتحاد.. وأخيرا شعرت أن المجلس الأعلى لهذا الاتحاد خارج إطار عمله، فوجهت له رسالة توضح ذلك.. وأعتقد أن المجلس سيأخذ دوره في وقت قريب بحول الله.. كما أن موسم أماسي الاتحاد، وهو برنامج عمل جديد، سينطلق هذا الشهر، وفيه لأول مرة كوكبة من الرموز والمبدعين.
إلى أي المدارس الشعرية ينتمي الشاعر المختار السالم إلى المدرسة الرومانسية أم لكلاسيكية…؟ لا أظن أن أي مدرسة أدبية قد تقبل بانتسابي إليها.. فأنا مشاغب كبير.. ولا أومن بالحدود، ولا الحواجز بين النصوص والأشكال.. ومن دعاة الاختلاط النصي.. ثم إن النقاد، والعهدة عليهم، يزعمون أنه تم تجاوز المدارس التقليدية.. وعلى كل حال أنا لا أفكر إطلاقا في هوية نصي، وينصب اهتمامي على كتابته فحسب.
ما رأيك في تجربة منتدى القصيد، هل كانت ناجحة أم مجرد هواية شبابية؟ منتدى القصيد حسب علمي ملتقى لشبان شعراء، أسسوه ليكون أولا فضاء للقاءاتهم وتبادل تجاربهم، وكل إطار له فائدة.. وأهم شيء هو لقاء الشعراء الشباب وما يوفره ذلك من ثراء لتجربتهم وللساحة الأدبية.
هل يوجد ديوان شعري في الساحة الموريتانية للشاعر المختار السالم؟
يوجد ديوان “القيعان الدامية”.. صدر 2009 عن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.. وقبله ديوان “سراديب في ظلال النسيان”.. صدر 1999.. في طبعة عادية، وبيعت كل نسخه.
أين المختار السالم من القصيدة السياسية؟ أظنني أكتب هذه القصيدة، أو تكتبني، لكن ليس بشكل الحدث اليومي المباشر.. ذلك أن النص الحديث على بساطته الظاهرة هو نص معقد بالرموز والإحالات والمجازات.. والصور التشكيلية الذهنية..
هل من كلمة للشاعر الموريتاني وهل من كلمة لتقدمي؟ كلمتي للشاعر الموريتاني هي أنه كفى من المباشرة، وكفى من “الإبداع الخام”، كما يسميه ناجي محمد الإمام، وأن القيم الجمالية التقليدية لم تعد كافية لاستثارة الذائقة الحديثة، فنحن في عصر ذائقة “الشيخ غوغل” الموسوعية.. وأكاد أجزم أن شاعرا غير مثقف بات خارج قصيدة العصر..
كلمتي لـ”تقدمي”.. هي تقدمي.. فالطلائع دائما تواجه الشقوق وأسنة الصخور والأشواك.. لكنها تواصل المسير.. وتهنئة على ما لاحظته مؤخرا في هذه الصحيفة من جودة تحرير المادة الخبرية.
قصيدة قيس للشاعر المختار السالم
قيس..؟!؟
حتى إذا وصل الرعاة إلى الخيام، وخضبوا ناياتهم بالعزف تعشق يا فتى، وتسيل في الأنغام، مختلطا بأرواح البنات.. لعل من قمر يهز ظلاله!… فتهش كالزفرات مقتولا ومذبوحا، بشعر صبية… ولنهدها المعصوم من كفيك تمشي خافتا كالريح في الأعشاب!.. أيتها الصبية، سوف أرسم رقصة القتلى على شفتيك، إني شاعر لا يستقيل من الهوى، ولقد قرأت رواية المجنون في الصحراء، بادية العراق حفظت عنها شكل أقدام الحيارى، حين قال لي المعلم: إنه مجنون ليلى، آخر العشاق في الزمن المؤرخ… قلت: هل في هذه الصحراء من لا يعرف المجنون هو ابن الملوح… صحْ… هو من تمنى الريح من جهة الحبيبة كي يعود العاشقون لرشدهم…
هو أحرق البترول.. واحتل الجزيرة والعقول.. وأحرق الصحف المثيرة والحلول الموسمية، والفصول… لقد أتى شيئا فريا.. قال يا قومي دعوا العشاق يختبئون فوق النار… من ضحك الحبيبة للعظام.. أنا الفتى..
قال المعلم: صحْ… هو المجنون قد خاف الجنون جنونه… وهيامه فوق التلال وفي الصحاري اليافعات… كأنه جمل… صبور…
هو أشعل في القصائد ناره، متناسيا ضعف القصيدة، شاهرا قيثارة الزمن الجريح… كأنه برق جسور…
ولعل ليلاه خائفة بكل صراحة من شهوة الأوتار…
كان ابن الملوح لا يقود جماله البيضاء، إلا والتقى غجرية في السهل عارية وتفترش الحصى، قالت له: إن لم تحطبْ، سوف أدخل في عظامك رقصة حجرية… إنيّ أغتصب الرجال، فلا تكن رجلا إذا شئت الجمال، ولا تكن رجلا إذا شئت النساء… فهن شهوتك الأخيرة/ هن في أقراطهن وحليهن كغابة مذبوحة بالنهر… قال لها: لئن لم تنتهي… مثل الجمال تسربي لأكون نهرا…
ما وصلت إلى الخيام مخضب الجرح// إنك كالسقوف أنا الذي لا يعرف الحسناء إلا ناظرا… أو نافخا قيثارتي عزفا على فخذيك.. موتور الجوارح… خذ جمالك أيها المفتون بالصحراء.. سوف تضيْع صحراء الحبيبة..أنت من يحتل أندلس الجراح العشر ذاكرة… وذكرا…
أنا لا أحبك يا من لا يفكر في نهودي وهْيَ غامضة، وفاتنة كأوجاع الرضيع… وإنما لم تنطفئ بك شهوتي.. قهرا وعهرا… لا أحبك أيها المغرور إنك كالسطوح رفعت… وصمت بالأعلام في جبهاتك الكبرى… فمن يأتي إليك مرددا أسطورة…؟
لا أعرف امرأة… تحب وشاحها.. أو تهجر المرآة.. كي تتلمس العشاق منطقة الظلال… وتغرق الشهوات في الشهوات ساحبة بساط الانبهار، كأن ميعاد القوافل… والرحيل… يضج إثما كالرياح… مخضبا بالشوق، والسكرات… تنتظر الصبايا خلف شطآن الفضيلة، غارقا كالحقيقة في الخيال… ليست جمالك وحدها ملك الرجال…
يا عاشق الصحراء كيف عرفت أسماء التلال…؟
حتى إذا دخل الرعاة خيامهم، وخرجت منبوذا، بنايك نافخا جلدي بأشياء الحبيبة، مارق الأوجاع تقتـلك الليالي…
لا أحبك،هل حرام إن سكبت الكأس في ثغري… وألقيْتُ القتيل على الخرائط والجمال…؟!!
لك أيها المعتوه هذا البحر…لا تشطبْ أهازيج الرعاة…ولا تخفي الحوافر بالحوافر والعقال…
هو القرنفل، لا يحبك، كيف تختار الجبال مطية… يا أيها المعتوه، والسهل كالجرح الشهي يمر في فخذيك منغومَ العشائب والظلال…؟!
أجرى الحوار/ محمدي ولد عباد
نقلا عن صحيفة تقدمى الإلكترونية |